(قل للذين ءامنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون (14) من عمل صلحا فلنفسه ى ومن أسآء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون (15) ولقد ءاتينا بنى إسراءيل الكتب والحكم والنبوة ورزقنهم من الطيبت وفضلنهم على العلمين (16) وءاتينهم بينت من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضى بينهم يوم القيمة فيما كانوا فيه يختلفون (17) ثم جعلنك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهوآء الذين لا يعلمون (18) إنهم لن يغنوا عنك من الله شيا وإن الظلمين بعضهم أوليآء بعض والله ولى المتقين (19) هذا بصبر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون (20)) أي: (قل للذين ءامنوا) اغفروا (يغفروا) فحذف المقول لدلالة جوابه عليه (للذين لا يرجون أيام الله) أي: لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه، وهو من قولهم:
أيام العرب؛ لوقائعهم، وقيل: لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها (1)، (ليجزى قوما) تعليل الأمر بالمغفرة، أي: إنما أمروا بأن يغفروا لما أراده الله من توفيتهم جزاء مغفرتهم في الآخرة، ونكر (قوما) والمراد به الذين آمنوا؛ للثناء عليهم، كأنه قال: ليجزي قوما أيما قوم، أو: قوما مخصوصين لصبرهم وإغضائهم على أذى أعدائهم (بما كانوا يكتسبون) - ه من الثواب العظيم باحتمال المكاره وكظم الغيظ، وقرئ: " لنجزي " (2) بالنون، وقرئ: " ليجزي قوما " (3) على معنى: ليجزي الجزاء قوما.