تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٤
عمآ أنذروا معرضون (3) قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتونى بكتب من قبل هذآ أو أثرة من علم إن كنتم صدقين (4) ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيمة وهم عن دعآبهم غفلون (5) وإذا حشر الناس كانوا لهم أعدآء وكانوا بعبادتهم كفرين (6) وإذا تتلى عليهم ءايتنا بينت قال الذين كفروا للحق لما جآءهم هذا سحر مبين (7) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لى من الله شيا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به ى شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم (8)) (إلا بالحق) أي: إلا خلقا ملتبسا بالحق والحكمة والغرض الصحيح، ولم يخلقها عبثا ولا باطلا (وأجل مسمى) وبتقدير أجل مسمى ينتهي إليه وهو يوم القيامة (والذين كفروا عما أنذروا) من يوم القيامة والجزاء (معرضون) لا يؤمنون به ولا يستعدون له، ولابد من انتهائهم وانتهاء كل خلق إليه، ويجوز أن يكون " ما " مصدرية أي: عن الإنذار.
(قل) لهم (أرأيتم) ما تعبدونهم من الأصنام وتدعونهم مع الله آلهة (أرونى ماذا خلقوا من الأرض) حتى استحقوا به العبادة وتوجيه القرب إليهم، بل (لهم شرك في) خلق (السموت) فإنهم لا يقدرون على ادعاء ذلك، (ائتونى بكتب) أنزله الله يدل على صحة قولكم في عبادتكم غيره (أو أثرة من علم) أو بقية من علم تؤثر من كتب الأولين، وفي الشواذ عن علي (عليه السلام):
" أو أثرة " بسكون الثاء (1)، وعن ابن عباس: " أثرة " بفتحتين (2)، فالأثرة: المرة

(١) أنظر شواذ القرآن لابن خالويه: ص 140.
(2) حكاه عنه أبو حيان في البحر المحيط: ج 8 ص 55.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»