تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٨
لهم. (ليقولن خلقهن العزيز العليم) لينسبن خلقها إلى الله العزيز، وليسندنه إليه.
(والذي نزل من السمآء مآء بقدر فأنشرنا به ى بلدة ميتا كذا لك تخرجون (11) والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعم ما تركبون (12) لتستووا على ظهوره ى ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحن الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (13) وإنآ إلى ربنا لمنقلبون (14) وجعلوا له من عباده ى جزءا إن الانسن لكفور مبين (15) أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين (16) وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم (17) أومن ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين (18) وجعلوا الملئكة الذين هم عبد الرحمن إنثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهدتهم ويسلون (19) وقالوا لو شآء الرحمن ما عبدنهم مالهم بذا لك من علم إن هم إلا يخرصون (20)) (بقدر) بمقدار الحاجة ولم يكن طوفانا يضر بالبلاد والعباد. و (الازوج):
الأصناف و (ما تركبون) أي: تركبونه في البر والبحر، يقال: ركبوا الأنعام وركبوا في الفلك، فغلب المتعدي بغير واسطة لقوته على المتعدي بواسطة وإن كان الجنسان مذكورين. (لتستووا على ظهوره) أي: على ظهور ما تركبونه، و (تذكروا نعمة ربكم) عليكم، وهو أن تعترفوا بها في قلوبكم مستعظمين لها، ثم تحمدوه عليها بألسنتكم.
وهو ما روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا وقال: (سبحن الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى والعمل بما ترضى، اللهم هون علينا
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»