تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٩
سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال، وإذا رجع قال: آيبون تائبون لربنا حامدون (1).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: " ذكر النعمة أن تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتقول بعده: (سبحن الذي سخر لنا هذا) إلى آخره " (2).
(مقرنين) أي: مطيقين، وحقيقة " أقرنه ": وجده قرينته وما يقرن به؛ لأن الصعب لا يقرن بالضعيف، ولما كان الركوب مباشرة أمر ذي خطر، فمن حق الراكب أن لا ينسى انقلابه إلى الله، ولا يدع ذكر ذلك حتى يكون مستعدا للقاء الله.
(وجعلوا له من عباده جزءا) متصل بقوله: (ولئن سألتهم) أي: إن سألتهم عن الخالق اعترفوا به، وقد جعلوا له مع ذلك الاعتراف من عباده جزءا بأن قالوا:
الملائكة بنات الله، فجعلوهم جزءا له وبعضا منه، كما يكون الولد بضعة من والده، فوصفوه بصفة المخلوقين (إن الإنسن لكفور) جحود النعمة (مبين) ظاهر جحوده؛ لأن نسبة الولد إليه كفر، والكفر أصل الكفران كله.
(أم اتخذ) بل اتخذ، الهمزة للإنكار تجهيلا لهم وتعجيبا من نشأتهم (3) حيث لم يرضوا بأن جعلوا لله من عباده جزءا، حتى جعلوا ذلك الجزء أدون الجزأين، وهو الإناث دون الذكور، على أنهم أمقت خلق الله للإناث حتى أنهم كانوا يئدونهن. (وإذا بشر أحدهم) بالجنس الذي جعله الله (مثلا) أي: شبها،

(1) أخرجه مسلم في صحيحه: ج 2 ص 978 ح 1342 عن ابن عمر.
(2) رواه العياشي كما في تفسير البرهان للبحراني: ج 4 ص 147 ح 5.
(3) في بعض النسخ: " شأنهم ".
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»