تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
الغنى مأشرة مبطرة وكفى بحال قارون عبرة، ولكنه (ينزل بقدر) أي: بتقدير.
وفي الحديث: " أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها " (١).
ويجوز أن يكون من البغي الذي هو البذخ والتكبر، أي: لتكبروا في الأرض وفعلوا ما يدعو إليه الكبر من الفساد فيها، ولا شبهة أن كلا الأمرين مع الفقر أقل ومع البسط أكثر (إنه خبير) بأحوال عباده (بصير) بمصالحهم ومفاسدهم.
(وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد (٢٨) ومن ءايته ى خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دآبة وهو على جمعهم إذا يشآء قدير (٢٩) ومآ أصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير (٣٠) ومآ أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (٣١) ومن ءايته ى الجوار في البحر كالاعلم (٣٢) إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ى إن في ذا لك لأيت لكل صبار شكور (٣٣) أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير (٣٤) ويعلم الذين يجدلون في ءايتنا مالهم من محيص (٣٥)) يريد برحمته: بركات الغيث ومنافعه، وما يحصل به من الخصب بإخراج النبات والثمار، ويجوز أن يريد: رحمته في كل شيء، أي: (ينزل الغيث) وينشر غيرها من رحمته الواسعة.
(وما بث) يجوز أن يكون مجرورا ومرفوعا عطفا على المضاف إليه أو المضاف، وقال فيهما: " والدواب في الأرض " لأن الشيء يجوز أن ينسب إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه، كقوله ﴿يخرج منهما اللولؤ والمرجان﴾ (2) وإنما يخرج من الملح، ويجوز أن يكون للملائكة مشي مع الطيران فيوصفوا

(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ج ١١ ص ١٤٩.
(٢) الرحمن: ٢٢.
(٢٨٦)
مفاتيح البحث: الغنى (1)، الوسعة (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»