تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
هو مهين) أي: ضعيف حقير (ولا يكاد يبين) الكلام؛ لما به من الرتة (1).
وعن الحسن: كانت العقدة زالت عن لسانه كما قال: (واحلل عقدة من لسانى) وإنما عيره بما كان في لسانه قبل النبوة (2).
وقرئ: " أساورة " (3) وهي جمع أسوار على تعويض التاء من ياء " أساوير "، و " أسورة " جمع " سوار " (مقترنين) به، من قولك: قرنته به فاقترن به، أو: من قولك: اقترنوا بمعنى " تقارنوا ".
(فاستخف قومه) فاستفزهم، وحقيقته: حملهم على أن يخفوا له ولما أراده منهم، وكذلك " استفزه " فإن الفز هو الخفيف. (فلما ءاسفونا) أي: أغضبونا، وغضبه سبحانه على العصاة هو إرادة عقابهم، وقيل: معناه: آسفوا رسلنا (4)، لأن في الأسف معنى الحزن (5). وقرئ: (سلفا) جمع سالف، و " سلفا " (6) جمع سليف، أي: جعلناهم قدوة لمن أتى بعدهم من الكفار يقتدون بهم في استحقاق مثل عقابهم لإتيانهم بمثل أفعالهم (ومثلا) أي: حديثا عجيب الشأن، سائرا مسير المثل، يشبه غيرهم بهم.
(ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (57) وقالوا

(١) الرتة: عجلة في الكلام وقلة أناة، وقيل: هو أن يقلب اللام ياء، وقيل: هي العجمة في الكلام والحكلة فيه، (لسان العرب: مادة رتت).
(٢) حكاه عنه الشيخ في التبيان: ج ٩ ص ٢٠٨، والآية من سورة طه: 27.
(3) وهي قراءة الجمهور من السبعة إلا حفصا. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 587.
(4) حكاه الماوردي في تفسيره: ج 5 ص 232.
(5) قال الخليل: الأسف: الحزن في حال، والغضب في حال، فإذا جاءك أمر ممن هو دونك فأنت أسف أي: غضبان، وإذا جاءك ممن فوقك أو من مثلك فأنت أسف أي: حزين. انظر كتاب العين: مادة " أسف ".
(6) قرأه حمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 587.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»