تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٨١
الأخرة نزد له في حرثه ى ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته ى منها وماله في الأخرة من نصيب (20)) (الذين يحآجون في) دين (الله من بعد ما استجيب له) أي: استجابوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ما دعاهم إليه ودخلوا في الإسلام لظهور حجته بالمعجزات والآيات التي أظهرها الله سبحانه فيه (حجتهم داحضة) أي: باطلة، سمى شبهتهم حجة على حسب اعتقادهم.
(الله الذي أنزل) جنس (الكتب... والميزان) أي: وأنزل العدل والتسوية في كتبه المنزلة، وقيل: الميزان الذي يوزن به أنزله من السماء (1) (بالحق) متلبسا بالحق مقترنا به، أو: بالغرض الصحيح كما اقتضته الحكمة، أو: بالواجب من التحريم والتحليل وغير ذلك (الساعة) في تأويل البعث، فلذلك قال: (قريب)، أو: لعل مجيء الساعة قريب.
(يمارون) يلاجون ويخاصمون في مجيء الساعة (لفي ضلل بعيد) من الحق؛ لأن قيام الساعة غير مستبعد من قدرة القادر بالذات، ولدلالة الكتاب المعجز على أنها آتية لا ريب فيها، ولقيام دليل العقل على أنه لابد من دار جزاء (الله لطيف بعباده) أي: بر بهم، بليغ البر، قد وصل بره إلى جميعهم، وإلى حيث لا يبلغه وهم أحد منهم.
سمى ما يعمله العامل مما يبتغي به الفائدة حرثا على المجاز، وفرق بين عمل العاملين بأن من عمل للآخرة وفق في عمله وضوعفت حسناته، ومن عمل للدنيا أعطى شيئا منها لا ما يبتغيه (وما له... نصيب) قط في الآخرة، ولم يذكر في معنى

(١) قاله الجبائي. راجع التبيان: ج ٩ ص ١٥٤.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»