تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٨
(ولو شآء الله) مشيئة قدرة لأجبرهم جميعا على الإيمان، ولكنه شاء مشيئة حكمة أن يكلفهم، وبنى أمرهم على الاختيار ليدخل المؤمنين (في رحمته).
(أم) منقطعة، ومعنى الهمزة فيها الإنكار (فالله هو الولى) هو الذي يجب أن يتولى وحده، ويعتقد أنه الحقيق بالولاية دون غيره، والفاء جواب شرط مقدر كأنه قال بعد إنكار كل ولي سواه: إن أرادوا وليا بحق فالله هو الولي الحق، ومن شأن هذا الولي أنه (يحى الموتى وهو على كل شىء قدير) فهو الحري بأن يتخذ وليا دون من لا يقدر على شيء.
(وما اختلفتم فيه من شىء) حكاية قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للمؤمنين، ومعناه:
ما تختلفون فيه من أمور الدين فحكم ذلك المختلف فيه مفوض (إلى الله) يثيب المحق ويعاقب المبطل (ذلكم) الحاكم (الله) هو (ربى عليه توكلت) في رد كيد الأعداء (وإليه أنيب) في جميع الأمور.
(فاطر السموات والارض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الانعم أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله ى شىء وهو السميع البصير (11) له مقاليد السموات والارض يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر إنه بكل شىء عليم (12) شرع لكم من الدين ما وصى به ى نوحا والذي أوحينآ إليك ومآ وصينا به ى إبرا هيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشآء ويهدى إليه من ينيب (13) وما تفرقوا إلا من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتب من بعدهم لفي شك منه مريب (14) فلذا لك فادع واستقم كمآ أمرت ولا تتبع أهوآءهم وقل ءامنت بمآ أنزل الله من كتب
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»