تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٣
الألمعي الذي يظن بك الظن * كأن قد رأى وقد سمعا (١) ولم يزد، أو: للذين يعملون ما يحسن من الأعمال، ثم خص منهم القائمين بهذه الثلاث لفضلها.
واللهو: كل باطل ألهى عن الخير، و (لهو الحديث): هو الطعن في الحق والاستهزاء به، والتحدث بالخرافات والمضاحيك، والغناء والمعازف. والإضافة بمعنى " من " ومعناها التبيين، والمعنى: (من يشترى) اللهو من الحديث، وهو إضافة الشيء إلى ما هو منه كباب ساج وثوب خز.
وقيل: نزلت في النضر بن الحارث، وكان يتجر إلى فارس فيشتري كتب الأعاجم ويحدث بها قريشا ويقول: إن كان محمد يحدثكم بحديث عاد وثمود، فأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار والأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن (٢).
فعلى هذا يكون (يشترى) من الشراء، وعلى الأول يكون من قوله:
﴿اشتروا الكفر بالأيمان﴾ (3) أي: استبدلوه منه واختاروه عليه، وعن قتادة:
اشتراؤه: استحبابه، أي: يختار حديث الباطل على حديث الحق (4)، وقرئ:
(ليضل) بضم الياء وفتحها (5)، وقرئ: (يتخذها) بالرفع (6) والنصب، فالرفع

(١) وهو من قصيدة يرثي بها أحد بني أسد وهو فضالة بن كلدة ومطلعه:
أيتها النفس أجملي جزعا * إن الذي تحذرين قد وقعا ومعناه واضح. أنظر الكامل للمبرد: ج ٣ ص ١٤٠٠، وديوان أوس: ص ٥٣.
(٢) وهو قول الفراء في معاني القرآن: ج ٢ ص ٣٢٦.
(٣) آل عمران: ١٧٧.
(4) حكاه عنه الطبري في تفسيره: ج 10 ص 202.
(5) وبالفتح قرأه ابن كثير وأبو عمرو. راجع كتاب العنوان في القراءات لابن خلف: ص 152.
(6) وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وعاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 512.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»