تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
بين قومه من غير أمر ربه. (من المسبحين) الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح والتقديس (للبث في بطنه) حيا (إلى يوم) البعث، وعن قتادة: لكان بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة (1). (فنبذنه) فطرحناه بالعراء، وهو المكان الخالي الذي لا نبت فيه ولا شجر (وهو) مريض.
واليقطين: كل نبت ينبسط على وجه الأرض ولا ساق له كشجر البطيخ والقثاء، وهو " يفعيل " من قطن بالمكان: إذا أقام به، وقيل: هو القرع (2)، وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده، وقيل: هو التين (3)، وقيل: هو شجرة الموز، تغطى بورقها، واستظل بأغصانها، وأفطر على ثمارها (4). ومعنى (أنبتنا عليه): أنبتنا فوقه كما يطنب البيت على الإنسان.
(وأرسلنه إلى مائة ألف) عن قتادة: أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل (5) (أو يزيدون) في مرأى الناظر، إذا رآهم (6) الرائي قال: هي مائة ألف أو أكثر. وقرأ الصادق (عليه السلام): " ويزيدون فآمنوا وأنابوا ". (فمتعنهم) إلى انقضاء آجالهم، يحتمل أن يكون أرسل إلى قوم بعد قومه، ويجوز أن يكون أرسل إلى الأولين.
(فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون (149) أم خلقنا الملئكة إنثا وهم شهدون (150) ألا إنهم من إفكهم ليقولون (151) ولد الله وإنهم لكذبون (152) أصطفى البنات على البنين (153) مالكم كيف

(١) حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٥ ص ٦٨.
(٢) قاله ابن عباس وقتادة. راجع التبيان: ج ٨ ص ٥٣٠.
(3 و 4) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 62.
(5) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 43.
(6) في بعض النسخ: " رآها ".
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»