تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
يوصف سبحانه بالقدرة عليه، كان تعجيزا لله وتشبيها له بخلقه في أنهم غير موصوفين بالقدرة عليه. والرميم: ما بلي من العظام، ومثله: " الرمة " و " الرفات "، وهو اسم غير صفة فلذلك لم يؤنث.
ويريد ب‍ (الشجر الأخضر) المرخ والعفار، وهما شجرتان تتخذ الأعراب زنودها (1) منهما، فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حتى إذا حك بعضه ببعض خرجت منه النار، قدر أيضا على الإعادة.
وقرئ: " يقدر " (2) أيضا هنا وفي الأحقاف (3)، واحتمل قوله: (أن يخلق مثلهم) معنيين: أن يخلق مثلهم في القمأة والصغر بالإضافة إلى السماوات والأرض، أو: أن يعيدهم لأن الإعادة مثل الابتداء وليس به إنما شأنه (إذا أراد) تكوين شيء (أن يقول له كن) معناه أن يكونه من غير توقف (فيكون) فيحدث، أي: فهو كائن لا محالة. وحقيقته: أنه لا يمتنع عليه شيء من المكونات؛ لأنها بمنزلة المأمور المطيع، إذا ورد عليه أمر من الأمر المطاع، و (يكون) خبر مبتدأ محذوف تقديره: فهو يكون، فهي جملة معطوفة على جملة هي: أمره أن يقول له كن. ومن قرأ بالنصب (4) فللعطف على (يقول) والمعنى: أنه لا يجوز عليه شيء مما يجوز على الأجسام إذا فعلت شيئا من الأفعال مما تقدر عليه من المباشرة بمحال القدرة واستعمال الآلات، وما يتبع ذلك من التعب واللغوب

(1) الزنود جمع الزند: وهو العود الذي يقدح به النار. (الصحاح: مادة زند).
(2) وهي قراءة رويس عن يعقوب. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 633.
(3) الآية: 33.
(4) وهي قراءة ابن عامر وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 544.
(١٥٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 155 156 157 158 ... » »»