تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٤٦
(هم) يحتمل أن يكون مبتدأ، وأن يكون تأكيدا للضمير في (شغل) وفي (فاكهون) على أن (أزوجهم) تشاركهم في ذلك الشغل والتفكه والاتكاء (على الأرآئك) تحت الظلال، وقرئ: " في ظلل " (1) وهو جمع ظلة، والأريكة:
السرير في الحجلة، وقيل: كل ما اتكئ عليه فهو أريكة (2) (ولهم ما يدعون) أي: يتمنون ويشتهون، من قولهم: ادع علي ما شئت، يعني: تمنه علي، وقيل: هو يفتعلون من الدعاء، أي: يدعون به لأنفسهم (3)، كقوله: اشتوى إذا شوى لنفسه.
(سلم) بدل من (ما يدعون) كأنه قال لهم: سلام، يقال لهم (قولا) من جهة (رب رحيم)، والمعنى: أن الله سبحانه يسلم عليهم بواسطة الملك أو بغير واسطة مبالغة في تعظيمهم، وذلك متمناهم، ولهم ذلك ما يمنعونه، وقيل: (ما يدعون) مبتدأ، وخبره (سلم) بمعنى: ولهم ما يدعون سلام خالص لا شوب فيه، ف‍ (قولا) مصدر مؤكد لقوله: (ولهم ما يدعون سلم)، أي: عدة من رب رحيم (4).
(وامتزوا) أي: انفردوا عن المؤمنين وكونوا على حدة، وذلك حين يحشر المؤمنون ويسار بهم إلى الجنة، يقال: مزته فامتاز وانماز، وعن قتادة: اعتزلوا عن كل خير (5) وعن الضحاك: لكل كافر بيت في النار يدخله فيردم بابه لا يرى ولا يرى (6).
هذا إشارة إلى ما عهد إليهم فيه من معصية الشيطان وطاعة الرحمن

(1) قرأه حمزة والكسائي. راجع التذكرة في القراءات: ج 2 ص 631.
(2) قاله الأزهري في تهذيب اللغة: ج 10 ص 353.
(3) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 22.
(4) قاله الزمخشري أيضا.
(5 و 6) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 23.
(١٤٦)
مفاتيح البحث: الزمخشري (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»