تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
والمؤمنين، ويجوز أن يكون من جهة الله تعالى على سبيل الاستعارة في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم، وفرط إنكاره له وتعجبه منه. وروي عن أبي بن كعب وابن عباس وعلي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام): " يا حسرة العباد " (1) على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث إنها موجهة إليهم.
(ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون (31) وإن كل لما جميع لدينا محضرون (32) وءاية لهم الأرض الميتة أحيينها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنت من نخيل وأعنب وفجرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره ى وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35) سبحن الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون (36) وءاية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون (37) والشمس تجرى لمستقر لها ذا لك تقدير العزيز العليم (38) والقمر قدرنه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (39) لا الشمس ينبغى لهآ أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (40)) (ألم يروا) ألم يعلموا، وهو معلق عن العمل في (كم) لأن " كم " لا يعمل فيها عامل قبلها، سواء كانت للاستفهام أم للخبر؛ لأن أصلها للاستفهام، و (أنهم إليهم لا يرجعون) بدل من (كم أهلكنا) على المعنى لا على اللفظ، والتقدير: أولم يروا كثرة إهلاكنا القرون قبلهم كونهم غير راجعين إليهم، أي: لا يعودون إلى الدنيا، أفلا يعتبرون بهم؟

(١) انظر شواذ القرآن لابن خالويه: ص 125.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»