والمثل: " صدقني سن بكره " (1)، أي: هو الذي وعده الله في كتبه المنزلة على ألسنة رسله الصادقين، وليس ببعث النائم من مرقده بل هو البعث الأكبر، أي:
لم تكن تلك المدة إلا مدة صيحة واحدة، فإذا الأولون والآخرون مجموعون (لدينا) في عرصات القيامة، محصلون في موقف الحساب (فاليوم لا تظلم نفس شيئا).
(إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) حكاية ما يقال لهم في ذلك اليوم، وفي مثل هذه الحكاية تصوير للموعود، وتمكين له في النفوس، وترغيب في الحرص على العمل بما يثمره ويؤدي إليه (في شغل) وقرئ: " في شغل " بسكون الغين (2) وهما لغتان، أي: في أي شغل لا يحاط بوصفه، وهو النعيم الذي شملهم وشغلهم عما فيه أهل النار فلا يذكرونهم وإن كانوا أقاربهم، وقيل: شغلوا بافتضاض العذارى وباستماع الألحان (3). وقرئ: (فاكهون) و " فكهون " (4) والمعنى واحد، أي: متنعمون متلذذون، ومنه الفاكهة لأنها مما يتلذذ به، وقيل:
فرحون طيبو النفوس معجبون بما هم فيه من الفكاهة وهي المزاح والأحاديث الطيبة (5).