تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
إقامتكم على الكفر والشرك، فأما الدعاء إلى الإيمان والتوحيد ففيه غاية اليمن والبركة (أئن ذكرتم) أي: أتطيرون إن ذكرتم، وقرئ: " أن ذكرتم " بالفتح (1)، بمعنى: أتطيرتم لان ذكرتم، (بل أنتم قوم مسرفون) في العصيان، فمن ثم أتاكم الشؤم لا من قبل الرسل وتذكيرهم إياكم، بل أنتم قوم مسرفون في ضلالكم، متمادون في غوايتكم حيث تتشأمون بمن يتبرك به.
(رجل يسعى) هو حبيب بن إسرائيل النجار، وكان منزله عند (أقصى) باب من أبواب المدينة، فلما بلغه أن قومه هموا بقتل الرسل (جاء) يعدو ويشتد.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وصاحب ياسين، ومؤمن آل فرعون، فهم الصديقون، وعلي (عليه السلام) أفضلهم " (2).
وقوله: (من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون) كلمة جامعة في الترغيب فيهم، أي: لا تخسرون معهم شيئا من دنياكم وتربحون صحة دينكم فتفوزون بخير الدنيا والآخرة.
(وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون (22) ءأتخذ من دونه ى ءالهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عنى شفعتهم شيئا ولا ينقذون (23) إنى إذا لفي ضلل مبين (24) إنى ءامنت بربكم فاسمعون (25) قيل ادخل الجنة قال يليت قومي يعلمون (26) بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين (27) ومآ أنزلنا على قومه ى من بعده ى من جند من السمآء

(١) وهي قراءة الماجشون. راجع تفسير القرطبي: ج ١٥ ص ١٧.
(2) أخرجه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 10، وفي الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف: ص 140 ما لفظه: أخرجه الثعلبي والعقيلي والطبراني وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»