لا قوة لهم على السفر كقوة الرجال " (1).
(وخلقنا لهم من) مثل الفلك (ما يركبون) يعني الإبل، وهي سفن البر، وقيل: (الفلك المشحون) سفينة نوح (2)، و (من مثله) أي: مثل ذلك الفلك ما يركبون من السفن والزوارق. (فلا صريخ لهم) أي: لا مغيث لهم، أو: لا إغاثة، يقال: أتاهم الصريخ. (إلا رحمة منا) أي: لرحمة منا ولتمتع بالحياة إلى أجل يموتون فيه لابد لهم منه بعد النجاة من موت الغرق.
وجواب (إذا) محذوف يدل عليه قوله: (إلا كانوا عنها معرضين)، كأنه قال: (وإذا قيل لهم اتقوا) أعرضوا، ثم قال: وعادتهم الإعراض عند كل آية وموعظة. وعن الصادق (عليه السلام): " معناه: اتقوا (ما بين أيديكم) من الذنوب (وما خلفكم) من العقوبة " (إن أنتم إلا في ضلال مبين) قول الله سبحانه، أو حكاية قول المؤمنين لهم، أو هو من جملة جوابهم للمؤمنين.
وقرئ: (وهم يخصمون) بإدغام التاء من " يختصمون " في الصاد مع فتح الخاء (3)، وكسرها وإتباع الياء الخاء في الكسر، و " يخصمون " (4) من خصمه يخصمه. أي: يختصمون في أمورهم ويتبايعون في أسواقهم، يعني: أن القيامة تأتيهم بغتة فلا يقدرون على الإيصاء بشيء، ولا يرجعون إلى منازلهم من الأسواق.
(ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون (51)