تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٣٩
وقرئ: " لما " بالتخفيف (1) على أن يكون " ما " صلة للتوكيد، و (إن) مخففة من الثقيلة والتقدير: إن كلهم لمجموعون محشورون محضرون للحساب. وقرئ:
(لما) بالتشديد بمعنى " إلا " كمسألة الكتاب: نشدتك بالله لما فعلت، و (إن) نافية والتقدير: ما كل إلا مجموعون محضرون لدينا، والتنوين في (كل) عوض من المضاف إليه، وال‍ (جميع) فعيل بمعنى مفعول، يقال: حي جميع، وجاؤوا جميعا.
والقراءة بالميتة مخففة أشيع وأسلس على اللسان، و (أحييناها) استئناف، بيان لكون الأرض الميتة آية، ودلالة لهم على قدرة الله على البعث، وكذلك (نسلخ) ويجوز أن يكون صفتين ل‍ (الأرض) و (الليل) لأنه أريد بهما الجنسان مطلقين، لا " أرض " ولا " ليل " بأعيانهما، فعوملا معاملة النكرات في وصفهما بالجمل، ونحوه:
ولقد أمر على اللئيم يسبني (2) أي: أحييناها بالنبات، و (أخرجنا منها) كل حب يتقوتونه مثل: الحنطة والشعير والأرز ونحوها (فمنه يأكلون) قدم الظرف للدلالة على أن الحب هو الذي يتعلق به معظم العيش ويتقوم بالإرزاق منه صلاح الإنس، وإذا قل جاء القحط.
وخص النخيل والأعناب لكثرة أنواعهما ومنافعهما (وفجرنا) في الأرض أو في الجنات من عيون الماء (ليأكلوا من ثمره) والمعنى: ليأكلوا مما خلقه الله

(1) قرأه ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي. انظر التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 630.
(2) وعجزه: فمضيت ثمة قلت لا يعنيني. والبيت منسوب لرجل من بني سلول، وقيل: لشمر بن عمرو الحنفي. وقد تقدم شرح البيت وتخريجه في ج 1 ص 58 فراجع.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»