أو: لأنه كلام حكيم، فوصف بصفة المتكلم به (إنك لمن المرسلين) جواب القسم (على صراط مستقيم) خبر بعد خبر، أو صلة ل (المرسلين) (١) أي: إنك لمن الرسل الثابتين على طريق ثابت وشريعة واضحة.
وقرئ: (تنزيل) بالرفع (٢) على أنه خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب على:
أعني.
(لتنذر قوما) لم ينذر (ءاباؤهم) قبلهم، لأنهم كانوا في زمان الفترة بين عيسى ونبينا (عليهما السلام)، ومثله: ﴿لتنذر قوما ماءاتهم من نذير من قبلك﴾ (٣) (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) (٤) فيكون (ما أنذر ءاباؤهم) في موضع نصب على الصفة. وقد فسر (ما أنذر) على إثبات الإنذار بأن جعل " ما " مصدرية بمعنى:
لتنذر قوما إنذار آبائهم، أو: موصولة منصوبة على المفعول الثاني بمعنى: لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم من العذاب كقوله: (إنا أنذرناكم عذابا قريبا) (٥). وقوله: (فهم غافلون) على التفسير الأول يتعلق بالنفي، أي: لم ينذروا فهم غافلون، على أن عدم إنذارهم سبب غفلتهم، وعلى الثاني يتعلق بقوله: (إنك لمن المرسلين) لتنذر، كما تقول: أرسلتك إلى فلان لتنذره فإنه غافل.
(لقد حق القول على أكثرهم) وهو قوله سبحانه: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين﴾ (6) أي: ثبت عليهم هذا القول ووجب لأنهم ممن علم من حالهم أنهم يموتون على الكفر.