تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١١٢
أجنحة مثنى وثلث وربع يزيد في الخلق ما يشآء إن الله على كل شىء قدير (1) ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ى وهو العزيز الحكيم (2) يأيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خلق غير الله يرزقكم من السمآء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون (3) وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الامور (4) يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور (5)) (فاطر السموات) إن جعلت الإضافة لفظية - بأن تكون في تقدير الانفصال - فهو بدل، وإن جعلتها معنوية فهو صفة (مثنى وثلث وربع) صفة ل‍ (أجنحة) عدلت عن اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة، ومعنى العدل: أنك أردت بمثنى ما أردت باثنين اثنين، والأصل أن تريد بالكلمة معناها دون كلمة أخرى، والعدل: أن تلفظ بكلمة وأنت تريد كلمة أخرى، والمعنى: أنه جعل من الملائكة خلقا أجنحتهم اثنان اثنان، أي: لكل واحد جناحان، وخلقا أجنحتهم ثلاثة ثلاثة، وخلقا أجنحتهم أربعة أربعة (يزيد في) خلق الأجنحة وفي غير ذلك (ما يشآء) مما تقتضيه حكمته ومشيئته. والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق من: طول قامة، واعتدال صورة، وقوة في البطش، وحصافة في العقل... إلى غير ذلك، وقيل: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن (1).
(ما يفتح الله) يعني: أي شيء يطلق الله (من رحمة) أي: من نعمة رزق أو مطر أو عافية أو صحة أو غير ذلك من أصناف نعمه (فلا) أحد يقدر على

(١) قاله القشيري كما في تفسير القرطبي: ج ١٤ ص ٣٢٠، وأورده الزمخشري في الكشاف:
ج 3 ص 596 مرويا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»