تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١١٠
سهلا، وقرئ: " التناؤش " (1) همزت الواو المضمومة كما همزت واو " أدؤر " (2)، وقيل: هو من " النأش " وهو الطلب (3)، قال رؤبة:
إليك نأش القدر... (4) النؤوش والنئيش: الحركة في الإبطاء، قال:
تمنى نئيشا أن يكون أطاعني * وقد حدثت بعد الأمور أمور (5) أي: أخيرا، فنصبه على الظرف. (ويقذفون) عطف على (كفروا) على حكاية الحال الماضية، أي: وكانوا يرمون محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالظنون الكاذبة، ويأتون به (من مكان بعيد)، وهو قولهم: إنه ساحر وشاعر وكذاب ومجنون، وقد أتوا به من (مكان بعيد) أي: من جهة بعيدة من حاله، لأن أبعد شيء مما جاء به: السحر، والشعر، والجنون، وأبعد شيء من عادته الكذب، والزور.
(وحيل بينهم) أي: فرق بينهم وبين مشتهياتهم (كما فعل بأشياعهم) بأشباههم من كفرة الأمم وموافقيهم وأهل دينهم، أنهم كانوا (في شك مريب) أي: مشكك، كما قالوا: عجب عجيب.
* * *

(١) قرأه حمزة والكسائي وأبو عمرو. راجع التبيان: ج ٨ ص ٤٠٨.
(٢) في نسخة: " أذؤد "، وأخرى: " أدؤد "، وثالثة: " داؤد "، والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه عن نسخة وما في الكشاف. والأدؤر والأدور: جمع دار كما في اللسان.
(٣) حكاه القيسي في الكشف: ج ٢ ص ٢١٨.
(٤) والبيت:
أقحمني جار أبي الخاموش * إليك نأش القدر النؤوش أنظر مجاز القرآن: ج 2 ص 151.
(5) لنهشل بن حري من أبيات في عبد له قد عصاه فندم، يقول: أنه تمنى في الأخير وبعد الفوت أن لو أطاعني، فطاعته جاءت في وقت لا تنفعه بعد ما حدثت أمور وأمور. أنظر لسان العرب: مادة " نأش ".
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»