تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
أجرا إلا المودة في القربى) (1)؛ لأن اتخاذ السبيل إلى الله يصيبهم، ونفعه عائد إليهم، وكذلك المودة في القربى؛ لأن ذخرها لهم دونه (إن أجرى إلا على الله) أي: ليس ثواب عملي إلا على الله فهو يثيبني عليه.
القذف: الرمي، وهو مستعار لمعنى الإلقاء، ومعنى (يقذف بالحق): يلقيه وينزله إلى أنبيائه، أو: يلقيه على الباطل (فيدمغه) ويزهقه (علم الغيوب) رفع محمول على محل (إن) مع اسمها، وهو خبر مبتدأ محذوف.
(قل جآء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد (49) قل إن ضللت فإنمآ أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربي إنه سميع قريب (50) ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب (51) وقالوا ءامنا به ى وأنى لهم التناوش من مكان بعيد (52) وقد كفروا به ى من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد (53) وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب (54)) الحي: إما أن يبدأ فعلا أو يعيده، فإذا هلك لم يكن منه إبداء ولا إعادة، فجعلوا قولهم: " لا يبدئ ولا يعيد " مثلا للهلاك، ومنه قول عبيد:
أقفر من أهله عبيد * فاليوم لا يبدي ولا يعيد (2) والمعنى: (جاء الحق) وهلك الباطل، وعن ابن مسعود قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء الحق

(١) الشورى: ٢٣.
(2) لعبيد بن الأبرص الأسدي، ومعناه: أن الهالك لم يبق له إبداء ولا إعادة كما يقال: لا يأكل ولا يشرب. أنظر ديوان عبيد: ص 11.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»