تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١١٤
الأصل: (وإن يكذبوك) فتأس بتكذيب الرسل من قبلك، فوضع (فقد كذبت رسل من قبلك) موضع " فتأس به " استغناء بالسبب عن المسبب، أعني:
بالتكذيب عن التأسي، ونكر (رسل) لأن تقديره: رسل ذوو عدد كثير وأولو آيات ومعجزات، ونحو ذلك.
(إن وعد الله) الذي هو البعث والنشور والجنة والنار والجزاء والحساب (حق فلا) تخدعنكم (الحيوة الدنيا) فتغتروا بملاذها، فإنها عن قليل تنفد وتبيد، و (الغرور): الشيطان، أو الدنيا وزينتها.
(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحب السعير (6) الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين ءامنوا وعملوا الصلحت لهم مغفرة وأجر كبير (7) أفمن زين له سوء عمله ى فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشآء ويهدى من يشآء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون (8) والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور (9) من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور (10)) لما ذكر الكافرين والمؤمنين قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أفمن زين له سوء عمله) من هذين الفريقين كمن لم يزين له؟ فكأن النبي (عليه السلام) قال: لا، فقال: (فإن الله يضل من يشآء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) ومعنى تزيين العمل والإضلال واحد، وهو أن يكون العاصي على صفة لا يجدي عليه اللطف فيستوجب أن يخليه الله وشأنه، فعند ذلك يهيم في الضلال فيرى القبيح حسنا
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»