تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٩٧
ووا عدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) * (142) وقرئ: " أنجاكم " (1)، * (يسومونكم سوء العذاب) * أي: يبغونكم شدة العذاب، من سام السلعة: إذا طلبها، وهي جملة في موضع الحال من المخاطبين أو من آل فرعون، أو جملة مستأنفة لا محل لها (2) * (وفى ذلكم) * إشارة إلى الإنجاء أو العذاب (3)، والبلاء: النعمة أو المحنة، وقرئ: " يقتلون " بالتخفيف (4) كان موسى (عليه السلام) وعد بني إسرائيل بمصر إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله فيه بيان ما يأتون وما يذرون، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب، فأمره بصوم ثلاثين وهو شهر ذي القعدة، ثم أنزل عليه التوراة في العشر وكلمه فيها (5)، وعن الحسن: كان الموعد أربعين ليلة فأجمل في سورة البقرة وفصل هاهنا (6)، و * (ميقات ربه) * ما وقت له من الوقت (7) وضربه له، و * (أربعين ليله) * نصب على

(١) قرأه ابن عامر. راجع التبيان: ج ٤ ص ٥٣٠، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٩٥، وقال: وكذلك هو في مصاحف أهل الشام، والبحر المحيط لأبي حيان: ج ٤ ص ٣٧٩.
(٢) وهو قول الزمخشري في الكشاف: ج ٢ ص ١٥١.
(٣) انظر الكشاف: ج ٢ ص ١٥١، والفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٣٥٥.
(٤) وهي قراءة نافع. راجع التبيان: ج ٤ ص ٥٣٠، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٩٥، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤٢٥.
(٥) انظر تفسير القمي: ج ١ ص ٢٣٩.
(٦) راجع تفسير الحسن البصري: ج ١ ص ٣٨٨، وعنه الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ٥٣٢.
(٧) ولا يخفى بأن بين " الميقات " و " الوقت " فرقا واختلافا، إذ ان الميقات ما قدر ليعمل فيه عمل من الأعمال، بينما الوقت: وقت الشئ وقدره مقدر أو لم يقدر، ولذلك قيل: مواقيت الحج وهي المواضع التي قدرت للإحرام فيها. ولتفصيل ذلك انظر معجم الفروق اللغوية:
ص 525 - 526 برقم 2116 و 2117 ط جامعة المدرسين.
(٦٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 702 ... » »»