الحال، أي: تم الميقات بالغا هذا العدد * (وقال موسى) * وقت خروجه إلى الميقات، و * (هارون) * جر عطف بيان ل * (لأخيه) *، * (أخلفني في قومي) * كن خليفتي فيهم * (وأصلح) * وكن مصلحا أو أصلح ما يجب أن يصلح من أمور بني إسرائيل في حال غيبتي، ومن دعاك منهم إلى الإفساد فلا تطعه ولا تتبعه.
وفي هذا دلالة على أن منزلة الإمامة غير داخلة في النبوة، إذ لو كانت داخلة فيها لما احتاج هارون إلى استخلاف موسى إياه في القيام بأمر أمته مع كونه نبيا.
* (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تريني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تريني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) * (143) سورة الأعراف / 143 * (لميقاتنا) * أي: لوقتنا الذي وقتنا له وحددناه، ومعنى اللام الاختصاص، فكأنه قال: واختص مجيئه لميقاتنا، كما تقول: أتيته لخمس خلون من الشهر * (وكلمه ربه) * من غير واسطة كما يكلم الملك، وتكليمه أن ينشئ الكلام منطوقا به في بعض الأجرام كما خلقه مخطوطا في اللوح، لأن الكلام عرض لابد له من محل يقوم به، وروي: أنه (عليه السلام) كان يسمع ذلك الكلام من كل جهة (1) * (قال رب أرني أنظر إليك) * المفعول الثاني محذوف، يعني: أرني نفسك أنظر إليك، أي:
اجعلني متمكنا من رؤيتك بأن تتجلى لي فأنظر إليك وأراك (2)، وإنما طلب الرؤية