تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٨٦
عليه أنهم أجابوه في قولهم: * (أرجه وأخاه) *، وقوله: * (فماذا تأمرون) * من آمرته فأمرني بكذا: إذا شاورته فأشار عليك برأي * (قالوا أرجه) * أي: أخره * (وأخاه) * وأصدرهما عنك حتى ترى رأيك فيهما وتدبر أمرهما، وقرئ: " أرجئه " بالهمزة (1)، وأرجأه وأرجاه لغتان (2) * (قالوا إن لنا لاجرا) * أي: جعلا على الغلبة، وقرئ: * (إن لنا لاجرا) * على الإخبار (3) وإثبات الأجر العظيم وإيجابه كأنهم قالوا: لابد لنا من أجر، والتنكير للتعظيم، قالت العرب: إن له لإبلا، يقصدون الكثرة، وقوله: * (وإنكم لمن المقربين) * معطوف على محذوف سد مسده حرف الإيجاب، أي: نعم إن لكم لأجرا وإنكم لمن المقربين، يعني لا اقتصر بكم على الأجر وحده وإن لكم مع الأجر ما يقل عنده الأجر وهو التبجيل والتقريب، وروي أنه قال لهم: تكونون أول من يدخل وآخر من يخرج (4).
سورة الأعراف / 116 و 117 وتخيير السحرة موسى (عليه السلام) مراعاة منهم لأدب حسن معه كما يفعل أهل الصناعات إذا التقوا، وقولهم: * (وإما أن نكون نحن الملقين) * فيه ما يدل على

(١) قرأه ابن كثير والداحوني عن هشام ويحيى وابن عامر وأهل البصرة. راجع التبيان: ج ٤ ص ٤٩٤ - ٤٩٥، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٨٦، وتفسير السمرقندي: ج ١ ص ٥٥٩، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٨٧، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤٢١. ونسب النحاس في إعراب القرآن: ج ٢ ص ١٤٢ هذه القراءة إلى عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء.
(٢) انظر الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج ٢ ص ٣٤٠.
(٣) قرأ أهل الحجاز (ابن كثير ونافع) وعاصم برواية حفص بهمزة واحدة على الخبر، وقرأ بهمزتين مخففتين ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم برواية أبي بكر، إلا أن الحلواني عن هشام يفصل بينهما بألف، وأبو عمرو ورويس بالمد ولا يفصل. راجع التبيان: ج ٤ ص ٤٩٨، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٨٧، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٨٩، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج ١ ص ٤٧٢.
(٤) انظر تاريخ الطبري: ج ١ ص ٢٨٧، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٨٧.
(٦٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 ... » »»