الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٣٥
هذا نذير من النذر الأولى. أزفت الآزفة. ليس لها من دون الله كاشفة. أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون. فاسجدوا لله واعبدوا سورة القمر مكية، وهى خمس وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم اقتربت الساعة وانشق القمر.
____________________
عليها من الصخر المنضود (فبأي آلاء ربك تتمارى) تتشكك والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو للإنسان على الإطلاق، وقد عدد نعما ونقما وسماها كلها آلاء من قبل ما في نقمة من المزاجر والمواعظ للمعتبرين (هذا) القرآن (نذر من النذر الأولى) أي إنذار من جنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم، أو هذا الرسول منذر من المنذرين الأولين وقال الأولى على تأويل الجماعة (أزفت الآزفة) قربت الموصوفة بالقرب في قوله تعالى - اقتربت الساعة - (ليس لها) نفس (كاشفة) أي مبينة متى تقوم كقوله تعالى - لا يجليها لوقتها إلا هو - أو ليس لها نفس كاشفة: أي قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله غير أنه لا يكشفها، أو ليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير وقيل الكاشفة مصدر بمعنى الكشف كالعافية. وقرأ طلحة ليس لها مما يدعون من دون الله كاشفة وهى على الظالمين ساءت الغاشية (أفمن هذا الحديث) وهو القرآن (تعجبون) إنكارا (وتضحكون) استهزاء (ولا تبكون) والبكاء والخشوع حق عليكم، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم ير ضاحكا بعد نزولها. وقرئ تعجبون تضحكون بغير واو (وأنتم سامدون) شامخون مبرطمون، وقيل لاهون لاعبون، وقال بعضهم لجاريته: اسمدي لنا: أي غنى لنا (فاسجدوا لله واعبدوا) ولا تعبدوا الآلهة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والنجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وجحد به بمكة ".
سورة القمر مكية. وهى خمس وخمسون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) انشقاق القمر من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته النيرة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه " أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين " وكذا عن ابن عباس وابن مسعود رضى
(٣٥)
مفاتيح البحث: سورة القمر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»