الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٢٦
وما هو بقول شيطان رجيم. فأين تذهبون. إن هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم أن يستقيم. وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
____________________
صاحبه. قلت: هو كواضع الذال مكان الجيم والثاء مكان الشين لان التفاوت بين الضاد والظاء كالتفاوت بين أخواتهما (وما هو) وما القرآن (بقول شيطان رجيم) أي بقوله بعض المسترقة للسمع وبوحيهم إلى أوليائهم من الكهنة (فأين تذهبون) استضلال لهم كما يقال لتارك الجادة اعتسافا أو ذهابا في بنيات الطريق أين تذهب؟ مثلت حالهم بحاله في تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل (لمن شاء منكم) بدل من للعالمين، وإنما أبدلوا منهم لان الذين شاءوا الاستقامة بالدخول في الاسلام هم المنتفعون بالذكر فكأنه لم يوعظ به غيرهم وإن كانوا موعوظين جميعا (وما تشاءون) الاستقامة يامن يشاؤها إلا بتوفيق الله ولطفه، أو وما تشاءونها أنتم يا من لا يشاءوها إلا بقسر الله وإلجائه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة إذا الشمس كورت أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته ".
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»