____________________
الذي هو جند لكم ينصركم من دون) الله إن أرسل عليكم عذابه (أمن) يشار إليه ويقال (هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه) وهذا على التقدير، ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب ويرزقون ببركة آلهتكم فكأنهم الجند الناصر والرازق، ونحوه قوله تعالى - أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا - (بل لجوا في عتو ونفور) بل تمادوا في عناد وشراد عن الحق لثقله عليهم فلم يتبعوه. يجعل أكب مطاوع كبه يقال كبته فأكب من الغرائب والشواذ، ونحوه قشعت الريح السحاب فأقشع وما هو كذلك، ولا شئ من بناء أفعل مطاوعا ولا يتقن نحو هذا إلا حملة كتاب سيبويه، وإنما أكب من باب أنفض وألام ومعناه: دخل في الكب وصار ذا كب، وكذلك أقشع السحاب دخل في القشع، ومطاوع كب وقشع انكب وانقشع. فإن قلت: ما معنى (يمشى مكبا على وجهه) وكيف قابل يمشى سويا على صراط مستقيم؟ قلت: معناه يمشى معتسفا في مكان معتاد غير مستوفيه انخفاض وارتفاع فيعثر كل ساعة فيخر على وجهه منكبا، فحاله نقيض حال من يمشى سويا: أي قائما سالما من العثور والخرور: أي مستوى الجهة قليل الانحراف خلاف المعتسف الذي ينحرف هكذا وهكذا على طريق مستو. ويجوز أن يراد الأعمى الذي لا يهتدى إلى الطريق فيعتسف فلا يزال ينكب على وجهه، وأنه ليس كالرجل السوى الصحيح البصر الماشي في الطريق المهتدى له وهو مثل للمؤمن والكافر. وعن قتادة: الكافر أكب عن معاصي الله تعالى فحشره الله يوم القيامة على وجهه. وعن الكلبي: عنى به أبو جهل بن هشام وبالسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل حمزة بن عبد المطلب (فلما رأوه) الضمير للوعد. والزلفة: القرب، وانتصابها على الحال أو الظرف: أي رأوه ذا زلفة أو مكانا ذا زلفة (سيئت وجوه الذين كفروا) أي ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن علتها الكآبة وغشيها الكسوف والقترة وكلحوا، وكما يكون وجه من يقاد إلى القتل أو يعرض على بعض العذاب (وقيل) القائلون الزبانية (تدعون) تفتعلون من الدعاء: أي تطلبون وتستعجلون به وقيل هو من الدعوى: أي كنتم بسببه تدعون أنكم لا تبعثون. وقرئ تدعون. وعن بعض الزهاد أنه تلاها