الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٣٧
فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير. إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور.
____________________
والعقل. ومن بدع التفاسير أن المراد لو كنا على مذهب أصحاب الحديث أو على مذهب أصحاب الرأي كأن هذه الآية نزلت بعد ظهور هذين المذهبين، وكأن سائر أصحاب المذاهب والمجتهدين قد أنزل الله وعيدهم، وكأن من كان من هؤلاء فهو من الناجين لا محالة، وعدة المبشرين من الصحابة عشرة لم يضم إليهم حادى عشر، وكأن من يجوز على الصراط أكثرهم لم يسمعوا باسم هذين الفريقين (بذنبهم) بكفرهم في تكذيبهم الرسل (فسحقا) قرئ بالتخفيف والتثقيل: أي فبعدا لهم اعترفوا أو جحدوا فإن ذلك لا ينفعهم. ظاهره الأمر بأحد الأمرين الإسرار والإجهار، ومعناه: ليستو عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما. ثم إنه علله (إنه عليم بذات الصدور) أي بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها فكيف لا يعلم ما تكلم به. ثم أنكر لا يحيط علما بالمضمر والمسر والمجهر (من خلق) الأشياء وحاله أنه اللطيف الخبير المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن. ويجوز أن يكون من خلق منصوبا بمعنى ألا يعلم مخلوقا وهذه حاله. وروى أن المشركين كانوا يتكلمون فيها بينهم بأشياء فيظهر الله
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»