الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ١٠
وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ. من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب.
____________________
أن يكون - هل من مزيد - استكثار للداخلين فيها واستبداعا للزيادة عليهم لفرط كثرتهم، أو طلبا للزيادة غيظا على العصاة، والمزيد إما مصدر كالمحيد والمميد وإما اسم مفعول كالمبيع (غير بعيد) نصب على الظرف: أي مكانا غير بعيد أو على الحال، وتذكيره لأنه على زنة المصدر كالزئير والصليل، والمصادر يستوى في الوصف بها المذكر والمؤنث، أو على حذف الموصوف: أي شيئا غير بعيد، ومعناه التوكيد كما تقول هو قريب غير بعيد وعزيز غير ذيل. وقرئ توعدون بالتاء والياء وهى جملة اعتراضية، و (لكل) بدل من قوله للمتقين بتكرير الجار كقوله تعالى - الذين استضعفوا لمن آمن منهم - وهذا إشارة إلى الثواب أو إلى مصدر أزلفت. والأواب.
الرجاع إلى ذكر الله تعالى، والحفيظ: الحافظ لحدوده تعالى، و (من خشى) بدل بعد بدل تابع لكل، ويجوز أن يكون بدلا عن موصوف أواب وحفيظ، ولا يجوز أن يكون في حكم أواب وحفيظ لأن من لا يوصف به ولا يوصف من بين الموصولات إلا بالذي وحده، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره يقال لهم ادخلوها بسلام لأن من في معنى الجمع، ويجوز أن يكون منادى كقولهم من لا يزال محسنا أحسن إلى وحذف حرف النداء للتقريب (بالغيب) حال من المفعول أي خشيه وهو غائب لم يعرفه، وكونه معاقبا إلا بطريق الاستدلال، أو صفة
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»