الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٣٤٩
وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين.
____________________
فيه المخلصون من غيرهم أو المحنة البينة الصعوبة التي لا محنة أصعب منها. الذبح: اسم ما يذبح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه وكان يرعى في الجنة حتى فدى به إسماعيل. وعن الحسن:
فدى بوعل أهبط عليه من ثبير. وعن ابن عباس: لو تمت تلك الذبيحة لكانت سنة وذبح الناس أبناءهم (عظيم) ضخم الجثة سمين وهى السنة في الأضاحي، وقوله عليه الصلاة والسلام " استشرفوا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم " وقيل لأنه وقع فداء عن ولد إبراهيم. وروى أنه هرب من إبراهيم عليه السلام عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه فبقيت سنة في الرمي. وروى أنه رمى الشيطان حين تعرض له بالوسوسة عند ذبح ولده.
وروى أنه لما ذبحه قال جبريل الله أكبر الله أكبر، فقال الذبيح: لا إله الله والله أكبر، فقال إبراهيم عليه السلام: الله أكبر ولله الحمد، فبقى سنة. وحكى في قصة الذبيح أنه حين أراد ذبحه قال: يا بنى خذ الحبل والمدية وانطلق بنا إلى الشعب نحتطب، فلما توسطا شعب ثبير أخبره بما أمر فقال له: اشدد رباطي لا أضطرب، واكفف عنى ثيابك لا ينتضح عليها شئ من دمى فينقص أجرى وتراه أمي فتحزن، واشحذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقى حتى تجهز على ليكون أهون فإن الموت شديد، واقرأ على أمي سلامي، وإن رأيت أن ترد
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»