واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا. فلا تعجل عليهم
____________________
بمحمد حيا ولا ميتا ولا حين تبعث، قال: فإني إذا مت بعثت؟ قلت نعم، قال: إذا بعثت جئتني وسيكون لي ثم سال وولد فأعطيك. وقيل صاغ له خباب حليا فاقتضاه الأجر فقال: إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأن في الجنة ذهبا وفضة وحريرا فأنا أقضيك ثم، فإني أوتى مالا وولدا حينئذ (كلا) ردع وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما يصوره لنفسه ويتمناه فليرتدع عنه. فإن قلت: كيف قيل (سنكتب) بسين التسويف وهو كما قاله كتب من غير تأخير قال الله تعالى - ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد - قلت: فيه وجهان: أحدهما سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله على طريقة قوله * إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة * أي تبين وعلم بالانتساب أنى لست بابن لئيمة.
والثاني أن المتوعد يقول للجاني سوف أنتقم منك: يعنى أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر فجرد ههنا لمعنى الوعيد (ونمد له من العذاب مدا) أي نطول له من العذاب ما يستأهله ونعذبه بالنوع الذي يعذب به الكفار المستهزئون أو نزيده من العذاب ونضاعف له من المدد، يقال مده وأمده بمعنى، وتدل عليه قراءة على ابن أبي طالب ونمد له بالضم وأكد ذلك بالمصدر وذلك من فرط غضب الله نعوذ به من التعرض لما نستوجب به غضبه (ونرثه ما يقول) أي نزوى عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة ونعطيه من يستحقه، والمعين مسمى ما يقول ومعنى ما يقول وهو المال والولد، يقول الرجل أنا أملك كذا فتقول له ولى فوق ما تقول، ويحتمل أنه قد تمنى وطمع أن يؤتيه الله في الدنيا مالا وولدا وبلغت به أشعبيته أن تألى على ذلك في قوله لأوتين لأنه جواب قسم مضمر، ومن يتأل على الله يكذبه فيقول الله عز وجل هب أنا أعطيناه ما اشتهاه أما نرثه منه في العاقبة (ويأتينا فردا) غدا بلا مال ولا ولد كقوله عز رجل - ولقد جئتمونا فرادى - الآية، فما يجدى عليه تمنيه وتأليه، ويحتمل أن هذا القول إنما يقوله ما دام حيا فإذا قبضناه حلنا بينه وبين أن يقوله ويأتينا رافضا له منفردا عنه غير قائل له أو لا ننسى قوله هذا ولا نلغيه بل نثبته في صحيفته لنضرب به وجهه في الموقف ونعيره به (ويأتينا) على فقره ومسكنته (فردا) من المال والولد، لم نوله سؤله ولم نؤته متمناه، فيجتمع عليه الخطبان تبعة قوله ووباله وفقد المطموع فيه. فردا على الوجه الأول حال مقدرة نحو - فادخلوها خالدين - لأنه وغيره سواء في إتيانه فردا حين يأتي ثم يتفاوتون بعد ذلك: أي ليتعززوا بآلهتهم حيث يكونون لهم عند الله شفعاء وأنصارا ينقذونهم من العذاب (كلا) ردع لهم وإنكار لتعززهم بالآلهة، وقرأ ابن نهيك: كلا (سيكفرون بعبادتهم) أي سيجحدون، كلا سيكفرون بعبادتهم كقولك زيدا مررت بغلامه، وفى محتسب ابن جنى كلا بفتح الكاف والتنوين وزعم أن معناه كل هذا الرأي والاعتقاد كلا. ولقائل أن يقول إن صحت هذه الرواية فهي كلا التي هي للردع قلب الواقف عليها ألفها نونا كما في قواريرا، والضمير في سيكفرون للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون، قال الله تعالى - وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون - أو للمشركين: أي ينكرون لسوء العاقبة أن يكونوا قد عبدوها، قال الله تعالى - ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين - (عليهم ضدا) في مقابلة لهم عزا والمراد ضد
والثاني أن المتوعد يقول للجاني سوف أنتقم منك: يعنى أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر فجرد ههنا لمعنى الوعيد (ونمد له من العذاب مدا) أي نطول له من العذاب ما يستأهله ونعذبه بالنوع الذي يعذب به الكفار المستهزئون أو نزيده من العذاب ونضاعف له من المدد، يقال مده وأمده بمعنى، وتدل عليه قراءة على ابن أبي طالب ونمد له بالضم وأكد ذلك بالمصدر وذلك من فرط غضب الله نعوذ به من التعرض لما نستوجب به غضبه (ونرثه ما يقول) أي نزوى عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة ونعطيه من يستحقه، والمعين مسمى ما يقول ومعنى ما يقول وهو المال والولد، يقول الرجل أنا أملك كذا فتقول له ولى فوق ما تقول، ويحتمل أنه قد تمنى وطمع أن يؤتيه الله في الدنيا مالا وولدا وبلغت به أشعبيته أن تألى على ذلك في قوله لأوتين لأنه جواب قسم مضمر، ومن يتأل على الله يكذبه فيقول الله عز وجل هب أنا أعطيناه ما اشتهاه أما نرثه منه في العاقبة (ويأتينا فردا) غدا بلا مال ولا ولد كقوله عز رجل - ولقد جئتمونا فرادى - الآية، فما يجدى عليه تمنيه وتأليه، ويحتمل أن هذا القول إنما يقوله ما دام حيا فإذا قبضناه حلنا بينه وبين أن يقوله ويأتينا رافضا له منفردا عنه غير قائل له أو لا ننسى قوله هذا ولا نلغيه بل نثبته في صحيفته لنضرب به وجهه في الموقف ونعيره به (ويأتينا) على فقره ومسكنته (فردا) من المال والولد، لم نوله سؤله ولم نؤته متمناه، فيجتمع عليه الخطبان تبعة قوله ووباله وفقد المطموع فيه. فردا على الوجه الأول حال مقدرة نحو - فادخلوها خالدين - لأنه وغيره سواء في إتيانه فردا حين يأتي ثم يتفاوتون بعد ذلك: أي ليتعززوا بآلهتهم حيث يكونون لهم عند الله شفعاء وأنصارا ينقذونهم من العذاب (كلا) ردع لهم وإنكار لتعززهم بالآلهة، وقرأ ابن نهيك: كلا (سيكفرون بعبادتهم) أي سيجحدون، كلا سيكفرون بعبادتهم كقولك زيدا مررت بغلامه، وفى محتسب ابن جنى كلا بفتح الكاف والتنوين وزعم أن معناه كل هذا الرأي والاعتقاد كلا. ولقائل أن يقول إن صحت هذه الرواية فهي كلا التي هي للردع قلب الواقف عليها ألفها نونا كما في قواريرا، والضمير في سيكفرون للآلهة أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون، قال الله تعالى - وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون - أو للمشركين: أي ينكرون لسوء العاقبة أن يكونوا قد عبدوها، قال الله تعالى - ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين - (عليهم ضدا) في مقابلة لهم عزا والمراد ضد