____________________
إلا وهو يأتي الرحمن: أي يأوى إليه ويلتجئ إلى ربوبيته عبدا منقادا مطيعا خاشعا خاشيا راجيا كما يفعل العبيد وكما يجب عليهم لا يدعى لنفسه ما يدعيه له هؤلاء الضلال، ونحوه قوله تعالى - أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه - وكلهم متقلبون في ملكوته مقهورون بقهره وهو مهيمن عليهم محيط بهم وبجمل أمورهم وتفاصيلها وكيفيتهم وكميتهم لا يفوته شئ من أحوالهم، وكل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفردا ليس معه من هؤلاء المشركين أحد وهم براء منهم. قرأ جناح بن حبيش (ودا) بالكسر، والمعنى:
سيحدث لهم في القلوب مودة ويزرعها لهم فيها من غير تودد منهم ولا تعرض للأسباب التي توجب الود ويكتسب بها الناس مودات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع بمبرة أو غيره ذلك وإنما هو اختراع منه ابتداء اختصاصا منه لأوليائه بكرامة خاصة، كما قذف في قلوب أعدائهم الرعب والهيبة إعظاما لهم وإجلالا لمكانهم. والسين إما لأن السورة مكية وكان المؤمنون حينئذ ممقوتين بين الكفرة فوعدهم الله تعالى ذلك إذا دجا الإسلام، وإما أن يكون ذلك يوم القيامة يحببهم إلى خلقه بما يعرض من حسناتهم وينشر من ديوان أعمالهم. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه " يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل الله هذه الآية ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يعنى يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز وجل: يا جبريل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يضع له المحبة في أهل الأرض " وعن قتادة: ما أقبل العبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه. هذه خاتمة السورة ومقطعها، فكأنه قال: بلغ هذا المنزل أو بشر به وأنذر فإنما أنزلناه (بلسانك) أي بلغتك وهو اللسان العربي المبين وسهلناه وفصلناه (لتبشر به) وتنذر. واللد: الشداد والخصوصة بالباطل الآخذون في كل لديد: أي في كل شق من المراء والجدال لفرط لجاجهم يريد أهل مكة وقوله (وكم أهلكنا) تخويف لهم وإنذار. وقرئ (تحس من حسه إذا شعر به، ومنه الحواس والمحسوسات.
وقرأ حنظلة (تسمع) مضارع أسمعت. والركز: الصوت الخفي ومنه ركز الرمح إذا غيب طرفه في الأرض، والركاز: المال المدفون، عن رسول صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة مريم أعطى عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهرون وإسماعيل وإدريس، وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله ".
سيحدث لهم في القلوب مودة ويزرعها لهم فيها من غير تودد منهم ولا تعرض للأسباب التي توجب الود ويكتسب بها الناس مودات القلوب من قرابة أو صداقة أو اصطناع بمبرة أو غيره ذلك وإنما هو اختراع منه ابتداء اختصاصا منه لأوليائه بكرامة خاصة، كما قذف في قلوب أعدائهم الرعب والهيبة إعظاما لهم وإجلالا لمكانهم. والسين إما لأن السورة مكية وكان المؤمنون حينئذ ممقوتين بين الكفرة فوعدهم الله تعالى ذلك إذا دجا الإسلام، وإما أن يكون ذلك يوم القيامة يحببهم إلى خلقه بما يعرض من حسناتهم وينشر من ديوان أعمالهم. وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه " يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل الله هذه الآية ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يعنى يحبهم الله ويحببهم إلى خلقه. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله عز وجل: يا جبريل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادى في أهل السماء: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يضع له المحبة في أهل الأرض " وعن قتادة: ما أقبل العبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه. هذه خاتمة السورة ومقطعها، فكأنه قال: بلغ هذا المنزل أو بشر به وأنذر فإنما أنزلناه (بلسانك) أي بلغتك وهو اللسان العربي المبين وسهلناه وفصلناه (لتبشر به) وتنذر. واللد: الشداد والخصوصة بالباطل الآخذون في كل لديد: أي في كل شق من المراء والجدال لفرط لجاجهم يريد أهل مكة وقوله (وكم أهلكنا) تخويف لهم وإنذار. وقرئ (تحس من حسه إذا شعر به، ومنه الحواس والمحسوسات.
وقرأ حنظلة (تسمع) مضارع أسمعت. والركز: الصوت الخفي ومنه ركز الرمح إذا غيب طرفه في الأرض، والركاز: المال المدفون، عن رسول صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة مريم أعطى عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى وهرون وإسماعيل وإدريس، وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله ".