____________________
وثم جنات من أعناب أي مع النخل. والثاني أن يعطف على قنوان على معنى وحاصلة أو مخرجة من النخل قنوان - وجنات من أعناب - أي من نبات أعناب، وقرئ وجنات بالنصب عطفا على نبات كل شئ: أي وأخرجنا به جنات من أعناب، وكذلك قوله (والزيتون والرمان) والأحسن أن ينتصبا على الإختصاص كقوله - والمقيمين الصلاة - لفضل هذين الصنفين (مشتبها وغير متشابه) يقال اشتبه الشيئان وتشابها كقولك استويا وتساويا، والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا. وقرئ متشابها وغير متشابه، وتقديره: والزيتون متشابه وغير متشابه والرمان كذلك كقوله: كنت منه ووالدي بريا. والمعنى بعضه متشابها وبعضه غير متشابه في القدر واللون والطعم، وذلك دليل على التعمد دون الإهمال (انظروا إلى ثمره إذا أثمر) إذا أخرج ثمره كيف يخرجه ضئيلا ضعيفا لا يكاد ينتفع به. وانظروا إلى حال ينعه ونضجه كيف يعود شيئا جامعا لمنافع وملاذ نظر اعتبار واستبصار واستدلال على قدرة مقدره ومدبره وناقله من حال إلى حال، وقرئ وينعه بالضم يقال ينعت الثمرة ينعا وينعا، وقرأ ابن محيصن ويانعه وقرئ وثمره بالضم. إن جعلت (لله شركاء) مفعولي جعلوا نصبت الجن بدلا من شركاء، وإن جعلت لله لغوا كان شركاء الجن مفعولين قدم ثانيهما على الأولى. فإن قلت: فما فائدة التقديم؟ قلت: فائدته استعظام أن يتخذ لله شريك من كان ملكا أو جنيا أو إنسيا أو غير ذلك، ولذلك قدم اسم الله على الشركاء. وقرئ الجن بالرفع كأنه قيل من هم؟ فقيل الجن، وبالجر على الإضافة التي للتبيين، والمعنى: أشركوهم في عبادته لأنهم أطاعوهم كما يطاع الله. وقيل هم الذين زعموا أن الله خالق الخير وكل نافع، وإبليس خالق الشر وكل ضار (وخلقهم) وخلق الجاعلين لله شركاء، ومعناه: وعلموا أن الله خالقهم دون الجن، ولم يمنعهم علمهم أن يتخذوا من لا يخلق شريكا للخالق. وقيل الضمير للجن. وقرئ وخلقهم: أي اختلاقهم الإفك: يعني وجعلوا الله خلقهم حيث نسبوا قبائحهم إلى الله في قولهم - والله أمرنا بها - (وخرقوا له) وخلقوا له أي افتعلوا له (بنين وبنات)