هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب.
سورة الحجر مكية. وهي تسع وتسعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين.
____________________
شجر يسمى الأبهل فيطبخ فتهنأ به الإبل الجربى فيحرق الجرب بحره وحدته والجلد وقد تبلغ حرارته الجوف، ومن شأنه أن يسرع فيه اشتعال النار وقد يستسرج به، وهو أسود اللون منتن الريح فتطلى به جلود أهل النار حتى يعود طلاؤه لهم كالسرابيل وهي القمص لتجتمع عليهم الأربع: لذع القطران وحرقته، وإسراع النار في جلودهم، واللون الوحش، ونتن الريح، على أن التفاوت بين القطرانين كالتفاوت بين النارين، وكل ما وعده الله أو أوعد به في الآخرة فبينه وبين ما نشاهده من جنسه ما لا يقادر قدره، وكأنه ما عندنا منه إلا الأسامي والمسميات ثمة، فبكرمه الواسع نعوذ من سخطه ونسأله التوفيق فيما ينجينا من عذابه، وقرئ من قطر آن. والقطر: النحاس أو الأصفر المذاب والآني المتناهي حره (وتغشي وجوههم النار) كقوله تعالى - أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب - يوم يسحبون في النار على وجوههم - لأن الوجه أعز موضع في ظاهر البدن وأشرفه كالقلب في باطنه ولذلك قال - تطلع على الأفئدة -. وقرئ وتغشى وجوههم بمعنى تتغشى: أي يفعل بالمجرمين ما يفعل (ليجزي الله كل نفس) مجرمة (ما كسبت) أو كل نفس من مجرمة ومطيعة، لأنه إذا عاقب المجرمين لإجرامهم علم أنه يثيب المطيعين لطاعتهم (هذا بلاغ للناس) كفاية في التذكير والموعظة يعني بهذا ما وصفه من قوله - ولا تحسبن - إلى قوله - سريع الحساب - (ولينذروا) معطوف على محذوف: أي لينصحوا ولينذروا (به) بهذا البلاغ. وقرئ ولينذروا بفتح الياء من نذر به: إذا علمه واستعد له (وليعلموا أنما هو إله واحد) لأنهم إذا خافوا ما أنذروا به دعتهم المخافة إلى النظر حتى يتوصلوا إلى التوحيد، لأن الخشية أم الخير كله. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل من عبد الأصنام وعدد من لم يعبد ".
سورة الحجر مكية. وهي تسع وتسعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (تلك) إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات. والكتاب والقرآن المبين السورة، وتنكير القرآن للتفخيم.
سورة الحجر مكية. وهي تسع وتسعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (تلك) إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات. والكتاب والقرآن المبين السورة، وتنكير القرآن للتفخيم.