____________________
وكل من آمن به، وقيل كل مؤمن من بني آدم، وقيل الملائكة. وادعى الأنصار أنها لهم. وعن مجاهد: هم الفرس ومعنى توكيلهم بها أنهم وفقوا للإيمان بها والقيام بحقوقها كما يوكل الرجل بالشئ ليقوم به ويتعهده ويحافظ عليه، والباء في بها صلة كافرين، وفي بكافرين تأكيد النفي. فبهداهم اقتده فاختص هداهم بالاقتداء ولا تقتد إلا بهم، وهذا معنى تقديم المفعول، والمراد بهداهم طريقتهم في الايمان بالله وتوحيده وأصول الدين دون الشرائع فإنها مختلفة، وهي هدى ما لم تنسخ فإذا نسخت لم تبق هدى، بخلاف أصول الدين فإنها هدى أبدا، والهاء في اقتده للوقف تسقط في الدرج، واستحسن إيثار الوقف لثبات الهاء في المصحف (وما قدروا الله حق قدره) وما عرفوه حق معرفته في الرحمة على عباده واللطف بهم حين أنكروا بعثة الرسل والوحي إليهم وذلك من أعظم رحمته وأجل نعمته - وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين -، أو ما عرفوه حق معرفته في سخطه على الكافرين وشدة بطشه بهم ولم يخافوه حين جسروا على تلك المقالة العظيمة من إنكار النبوة. والقائلون هم اليهود بدليل قراءة من قرأ تجعلونه بالتاء وكذلك تبدونها وتخفون، وإنما قالوا ذلك مبالغة في إنكار إنزال القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألزموا ما لا بد لهم من الإقرار به من إنزال التوراة على موسى عليه السلام، وأدرج تحت الإلزام توبيخهم، وإن نعى عليهم سوء جهلهم لكتابهم وتحريفهم وإبداء بعض وإخفاء بعض فقيل (جاء به موسى) وهو نور وهدى للناس حتى غيروه ونقصوه وجعلوه قراطيس مقطعة وورقات مفرقة ليتمكنوا مما راموا من الابداء والإخفاء. وروى " أن مالك ابن الصيف من أحبار اليهود ورؤسائهم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد فيها إن الله يبغض الحبر السمين؟ فأنت الحبر السمين قد سمنت من مالك الذي يطعمك اليهود، فضحك القوم فغضب ثم التفت إلى عمر فقال: ما أنزل الله على بشر من شئ فقال له قومه ويلك ما هذا الذي بلغنا عنك قال إنه أغضبني، فنزعوه وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف ". وقيل القائلون قريش وقد ألزموا إنزال التوراة لأنهم كانوا يسمعون من اليهود بالمدينة ذكر موسى والتوراة وكانوا يقولون: لو أنا أنزل علينا الكتاب