قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت
____________________
استغاث بواحد منهم لم يغثه إلا بالإهانه والضرب حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح: يا أبتاه لو تعلم ما يصنع بابنك أولاد الإماء، فقال يهوذا: أما أعطيتموني موثقا أن لا تقتلوه؟ فلما أرادوا إلقاءه في الجب تعلق بثيابهم فنزعوها من يديه، فتعلق بحائط البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه، فقال: يا إخوتاه ردوا على قميصي أتوارى به، وإنما نزعوه ليلطخوه بالدم ويحتالوا به على أبيهم، فقالوا له: ادع الشمس والقمر والأحد، عشر كوكبا تؤنسك ودلوه في البئر فلما بلغ نصفها ألقوه ليموت، وكان في البئر ماء فسقط فيه، ثم آوى إلى صخرة فقام عليها وهو يبكي، فنادوه فظن أنها رحمة أدركتهم فأجابهم، فأرادوا أن يرضخوه ليقتلوه فمنعهم يهوذا، وكان يهوذا يأتيه بالطعام.
ويروى أن إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وجرد عن ثيابه أتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فالبسه إياه، فدفعه إبراهيم إلى إسحاق وإسحق إلى يعقوب، فجعله يعقوب في تميمة علقها في عنق يوسف، فجاء جبريل فأخرجه وألبسه إياه (وأوحينا إليه) قيل أوحى إليه في الصغر كما أوحى إلى يحيى وعيسى، وقيل كان إذا ذاك مدركا، وعن الحسن كان له سبع عشرة سنة (لتنبئنهم بأمرهم هذا) وإنما أوحى إليه ليؤنس في الظلمة والوحشة ويبشر بما يئول إليه أمره، ومعناه: لتتخلصن مما أنت فيه ولتحدثن إخوتك بما فعلوا بك (وهم لا يشعرون) أنك يوسف لعلو شأنك وكبرياء سلطانك وبعد حالك عن أوهامهم ولطول العهد المبدل للهيئات والأشكال، وذلك أنهم حين دخلوا عليه ممتارين فعرفهم وهم له منكرون، دعا بالصواع فوضعه على يده، ثم نقره فطن فقال: إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وكان يدنيه دونكم، وأنكم انطلقتم به وألقيتموه في غياب الجب وقلتم لأبيكم أكله الذئب وبعتموه بثمن بخس. ويجوز أن يتعلق - وهم لا يشعرون - بقوله - وأوحينا - على أنا آنسناه بالوحي وأزلناه عن قلبه الوحشة وهم لا يشعرون ذلك ويحسبون أنه مرهق مستوحش لا أنيس له. وقرئ لننبأهم بالنون على أنه وعيد لهم، وقوله - وهم لا يشعرون - متعلق بأوحينا لاغير. وعن الحسن عشيا على تصغير عشى، يقال لقيته عشيا وعشيانا وأصيلا وأصيلانا، ورواه ابن جنى عشى بضم العين والقصر وقال: عشوا من البكاء. وروى أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت، فقال له الشعبي: يا أبا أمية أما تراها تبكى؟ فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضى إلا بما أمر إن يقضى به من السنة المرضية. وروى أنه لما سمع صوتهم فزع وقال: ما لكم يا بني هل أصابكم في غنمكم شئ؟ قالوا لا، قال فما لكم، وأين يوسف؟
(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) أي نتسابق والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل والارتماء والترامي
ويروى أن إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وجرد عن ثيابه أتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فالبسه إياه، فدفعه إبراهيم إلى إسحاق وإسحق إلى يعقوب، فجعله يعقوب في تميمة علقها في عنق يوسف، فجاء جبريل فأخرجه وألبسه إياه (وأوحينا إليه) قيل أوحى إليه في الصغر كما أوحى إلى يحيى وعيسى، وقيل كان إذا ذاك مدركا، وعن الحسن كان له سبع عشرة سنة (لتنبئنهم بأمرهم هذا) وإنما أوحى إليه ليؤنس في الظلمة والوحشة ويبشر بما يئول إليه أمره، ومعناه: لتتخلصن مما أنت فيه ولتحدثن إخوتك بما فعلوا بك (وهم لا يشعرون) أنك يوسف لعلو شأنك وكبرياء سلطانك وبعد حالك عن أوهامهم ولطول العهد المبدل للهيئات والأشكال، وذلك أنهم حين دخلوا عليه ممتارين فعرفهم وهم له منكرون، دعا بالصواع فوضعه على يده، ثم نقره فطن فقال: إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وكان يدنيه دونكم، وأنكم انطلقتم به وألقيتموه في غياب الجب وقلتم لأبيكم أكله الذئب وبعتموه بثمن بخس. ويجوز أن يتعلق - وهم لا يشعرون - بقوله - وأوحينا - على أنا آنسناه بالوحي وأزلناه عن قلبه الوحشة وهم لا يشعرون ذلك ويحسبون أنه مرهق مستوحش لا أنيس له. وقرئ لننبأهم بالنون على أنه وعيد لهم، وقوله - وهم لا يشعرون - متعلق بأوحينا لاغير. وعن الحسن عشيا على تصغير عشى، يقال لقيته عشيا وعشيانا وأصيلا وأصيلانا، ورواه ابن جنى عشى بضم العين والقصر وقال: عشوا من البكاء. وروى أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت، فقال له الشعبي: يا أبا أمية أما تراها تبكى؟ فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضى إلا بما أمر إن يقضى به من السنة المرضية. وروى أنه لما سمع صوتهم فزع وقال: ما لكم يا بني هل أصابكم في غنمكم شئ؟ قالوا لا، قال فما لكم، وأين يوسف؟
(قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) أي نتسابق والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل والارتماء والترامي