الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
رزقا لكم
____________________
فأخرجنا به بعض الثمرات ليكون بعض رزقكم، وهذا هو المطابق لصحة المعنى، لأنه لم ينزل من السماء الماء كله، ولا أخرج بالمطر جميع الثمرات ولا جعل الرزق كله في الثمرات، ويجوز أن تكون للبيان كقولك أنفقت من الدراهم ألفا. فإن قلت: فيم انتصب (رزقا)؟ قلت: إن كانت من للتبعيض كان انتصابه بأنه مفعول له، وإن كانت مبينة كان مفعولا لأخرج. فإن قلت: فالثمر المخرج بماء السماء كثير جم فلم قيل الثمرات دون الثمر والثمار؟ قلت:
فيه وجهان: أحدهما أن يقصد بالثمرات جماعة الثمرة التي في قولك فلان أدركت ثمرة بستانه تريد ثماره، ونظيره قولهم كلمة الحويدرة لقصيدة وقولهم للقرية المدرة، وإنما هي مدر متلاحق. والثاني أن الجموع يتعاور بعضها موقع بعض لا لتقائها في الجمعية كقوله - كم تركوا من جنات - و- ثلاثة قروء - ويعضد الوجه الأول قراءة محمد بن السميفع " من الثمرة " على التوحيد، و (لكم) صفة جارية على الرزق إن أريد به العين، وإن جعل اسما للمعنى فهو
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 228 230 232 234 235 236 237 238 241 243 ... » »»