هناك وجها آخر في الإعراب فهلا ادعيته ولم تركته مع رجحانه على ما ذكرته، فإن الأقسام بالسور فتخيما لها وإن لم ين راجحا فلا أقل من المساواة (قوله ألا رب من قلبي له الله ناصح) وتمامه * ومن قلبه لي في الظباء السوانح هو في الحقيقة من عطف الصفة على الصفة: أي رب شخص قلبي له ناصح، وقلبه لي في الظباء السوانح. وإذا أعاد الموصوف مبالغة في اتصافه بكل واحدة من الصفتين استقلالا كأنه يستحق أنه يذكر ذاته مع كل منهما، ونظيره تكرير الموصول في قوله:
أما والذي أبكى وأضحك والذي * أمات وأحيا والذي أمره الأمر والمعنى: قلبي ناصح له يحبه ويألفه، وقلبه نافر عنى نفور الظباء اللاتي تعرض وتمر مستوحشة، من سنح لي سانح: أي عرض. وقيل معناه: وقلبه أيضا ناصح لي كالسانح من الظباء فإن العرب تتمين به: وهو ما يمر من مياسرك إلى ميامنك، كما تتشاءم بالبارح: وهو ما يمر من ميامنك إل يميا سرك لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى ينحرف، وهذا معنى ما يقال: السانح ما ولاك ميامنه من ظبى أو غيره، والبارح ما ولاك مياسره. وفى المثل: من لي بالسانح بعد البارح، نقل الأزهري عن شمر أن العرب قد تتشأم بالسانح والسنيح بمعناه، وأنشد لعمرو بن قميئة:
* وأشأم طير الزاجرين سنيحها * قال رحمه الله تعالى: كأن السبب في ذلك اختلاف تفسير السانح حيث قال: شمر هو ما ولاك مياسره، فينبغي أن تتيمن بالبارح إلا أنه لم ينقل، فرجع المعنى حينئذ إلى أن قلبه ليس بناصح لي (قوله فذاك أمانة الله الثريد) أوله * إذا ما الخبز تأدمه بلحم * أي الخبز المأدوم باللحم هو الحقيق بأنه يسمى ثريد لا متعارف الجمهور من الخبز المكسور في المرقة ونحوها (قوله قلت أن القرآن) تلخيص الجواب أن هذه الفواتح إن جعلت مقسما بها منصوبة بنزع الخافض واتصال الفعل إلهيا. فالواو في القرآن بعد صاد وقاف، وفى القلم بعد نون إما أن تكون للقسم أو للعطف، لا سبيل إلى الأول لاستلزامه الجمع بين قسمين على مقسم عليه واحد، ولا إلى الثاني للمخالفة في الإعراب، لكن المصنف بنى الجواب على أن الواو للقسم فجزم بأنه يلزم اجتماع قسمين على شئ واحد وقال هو مستكره. ونقل عن الخليل نصا على استكراهه مع الإشارة إلى وجهيه ثم تعرض لإبطال العطف (قوله قال الخليل) لما حكم أن الواوين الأخيرين ليستا للقسم بل للعطف سأله