أي يجاوز بظلمه، فإن عدم اتباع الحق ظلم (قوله أن تجئ بالقول) أي باللفظ مفردا كان أو مركبا وقد مثل بها وكثر الأمثلة تقريرا للحكاية وأنها باب مطرد في نوعي الجمل والمفردات معلوم من اللغة بالاستقراء، فأمكن إجزاؤها في أسماء الحروف إذا جعلت أعلاما للسور وإن لم تكن مسموعة فيها بخصوصها (قوله دعني من تمرتان) في جواب: ألك تمرتان؟ أو أيكفيك تمرتان؟ أو ما أشبههما، ومعناه: دعني من هذا الحديث، ولو قيل من تمرتين لم يؤد هذا المعنى (قوله أحق الخيل بالكرض المعار) هذه جملة محكية وقعت مفعول وجدنا الأول. وقيل هي من باب الإلغاء مع كون الفعل مقدما أو بتقدير اللام المعلقة أو ضمير الشأن. ورد بشذوذها وبأن تقييد الوجدان بالظرف، أعني في كتاب بنى تميم يدفعها، فإن المكتوب فهي هو العبارة، وإن كانت لأداء المعنى فهو قرينة للحكاية. والمعار بالعين المهملة من عار الفرس: إذا ذهب يمينا وشمالا مرحا ونشاطا وأعاره صاحبه، والموجود في كتاب بنى تميم:
أعيروا خيلكم ثم اركضوها * أحق الخيل بالركض المعار وإنما كان أحق لأنه إذا أعير تهيأ وارتاح للعدو. وقيل أبو عبيدة: ومن الناس من يعتقد أنه من العارية وهو خطأ.
روى المغار بالغين المعجمة وفسر بالمضمر من أغرت الحبل: فتلته فتلا محكما، فقيل صدره على هذه الرواية أغيروا بالغين المعجمة أيضا. وقيل بالمهملة كما في الأولى على معنى ضمروها بترديدها من عار يعير: إذا ذهب وجاء (قوله سمعت الناس ينتجعون غيثا) جملة من مبتدأ وخبر وقعت مفعول سمعت فحكيت على حالها: أي سمعت هذا الحديث كأنه يقول: أطبق الناس على انتجاع الغيث واشتهروا به وأخبر عنهم بذلك فسمعته فخالفتهم واخترت الممدوح بدلا عنه، فالحكاية أبلغ من أن ينصب الناس على أن من قبيل سمعت زيدا يقول بناء على تضمين الانتجاع معنى القول: أي يسألون ويطلبون منه لفوات الاشتهار واستفاضة الأخبار بسمعتهم، وربما يقال: إدراك العين وإن كان ادعاء أقوى من إدراك الخبر، والنجعة بالضم: طلب الكلأ في موضع، يقال:
انتجعت فلانا، إذ أتيته تطلب معروفه. وصيدح علم ناقته. وبلال هو ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قاضى البصرة ممدوح ذي الرمة كان جوادا فياضا (قوله تنادوا بالرحيل) الرحيل مرفوع بالابتداء وخبره غدا: أي حاصل فيه كقولك الصلح يوم الجمعة: أي تنادوا بهذه الجملة. وروى منصوبا على أنه مصدر: أي ارحلوا الرحيل، أو مفعول به: أي الزموه، فحكى الرفع والنصب بعد الباء. وأما إذا روى مجرورا فلا حكاية فيه (قوله وفى ترحالهم نفسي) أي هلاكها فجعل ترحالهم ظراف له مبالغة. وقيل جعل نفسه وروحه في ترحالهم فإذا