الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ٩٨
يفسره قوله بمنزل (قوله لم تتجاوز) بتذكير الفعل على أن ما سموا فاعله ومجموع اسمين مفعوله، ويروى بتأنيثه على معنى لم تتجاوز العرب فميا سموا به مجموعهما (قوله حقيقة) احتراز عما سيأتي من القول بأنها أسماء السور مجازا: أي يطلق عليها أنها أسماء لها على سبيل المجاز لمشابهتها الأعلام فيما يقصد بها من إفادتها التمييز (قوله إلى ما ليس في لغة العرب) أي من التسمية بثلاثة أسماء كألم، وبأربعة كالمر وبخمسة كحمعسق (قوله ويؤدى أيضا) محذور آخر لازم للوجه الأول على ما توهم أن لجزء لا يغاير كله وإلا غاير جميع أجزائه فكان مغايرا لنفسه، وكون الاسم متحدا مع المسمى باطل لأن الشئ لا يكون علامة موضوعة لنفسه (قوله فإن اعترضت عليه) أي على ناصر الوجه الثاني بأن ه: أي بأن القول بكونها أسماء للسور مقول على وجه الدهر: أي مشهور فيما بين الناس وقد مر نظيره في الخطبة لا سبيل إلى رده لشهرته وقربه من الإجماع (قوله سوى ما يذهب إليه) من كونها أسماء لها حقيقة وتذهب على الخطاب، وفى بعض النسخ بالغيبة على صيغة ما لم يسم فاعله (قوله على طريقة حضرموت) أي على وجه التركيب المزجي بحيث يصير المجموع اسما واحدا يصح أن يجرى الإعراب على آخره (قوله غير مركبة) أي غير مجعولة اسما واحدا على الطريقة المذكورة وهو نصب على الحال، و (منصورة) بدل منه أو بيان له، وتقدير الكلام: فأما التسمية بها أي بثلاثة أسماء فصاعدا حال كونها غير مركبة وقيل مفعول وتقديره فأما إذا جعلت غير مركبة وفيه بعد بحسب المعنى (قوله وناهيك بتسوية سيبويه) أي حسبك وكافيك بتسوية وهو اسم فاعل من النهى كأنه ينهاك عن تطلب دليل سوه، يقال زيد ناهيك من رجل: أي هو ينهاك عن غيره بجده
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»