في الفواتح ومن ثم قال: هذا لا يبعد عن الصواب وإن أيده بالأثر وقوله لا عليك أيضا. والمراد بالمعربة ههنا ما أدركه الإعراب كصاد وقاف ونون مفتوحات إذا قدرت مجرورة بإضمار الباء وبالمحكية ما يقابلها فيندرج فيها ما لا يتأتى فيه الإعراب كالمر، فإنه محكى على السكون وجوبا وما يتأتى فيه ذلك، لكنه لم يعرب بل حكى على الحالة الوقفية سواء لم يغير عن سكونه كحم، أو غير بالتحريك للجد في الهرب كصاد وقاف ونون في قراءة الكسر مطلقا وفى قراءة الفتح على وجه. والضابط أن المحكية ما سكن آخره أو تحرك لالتقاء الساكن، فمن فسرها بما ذكرت على طريق الحكاية من غير حركة في الآخر فقد زالت قدمه (قوله لا عليك في ذلك) أي لا بأس عليك في حمل المحكية على إرادة معنى القسم منها. وقوله وأن تقدر عطف على قوله ذلك، يعنى إذا كان بعد المحكية مجرور مع الواو كقوله - حم والكتاب المبين - وجعلتها مقسما بها فقدرها مجرورة المحل بإضمار حرف القسم لا منصوبة بحذفه، وإلا أمتع العطف للتخالف ولزم الجمع بين القسمين على شئ واحد. وأما إذا لم يكن بعدها مجرور مع الواو كقوله صلى الله عليه وآله " حم لا ينصرون " فلك إذا جعلتها مقسما بها أن تحكم لها بالنصب والجر جميعا على حذف الجار وإيصال الفعل وإضماره، إذ لا محذور في النصب حينئذ بل هو أولى لكثرته. قال رحمه الله تعالى: هذا التسويغ يختص بما يكون بعده قسم أولا ما يصلح أن يكون جوابا للقسم. وأما نحو - ألم ذلك الكتاب - والم الله - فلا تسويغ فيه. ومنهم من عمل على حذف جواب القسم نحو إنه لمعجز، لكن اللفظ لما لم يكن صريحا في القسم ليجعل دليلا على اقتضاء الجواب كان حذفه ضعيفا جدا، والتعويل في ذلك على أن كثيرا من الفواتح قد عطف عليه قسم أو ذكر معه ما يصلح أن يكون جوابا لا يدفع ضعفه بل يصححه في الجملة. وتمسك المصنف في تجويز النصب والجر معا بقول النبي صلى الله عليه وآله " حم لا ينصرون " دون نظم القرآن من نحو: ألم ذلك الكتاب الخ، لا يخلو من إيماء إلى ما اختاره رحمه الله: أي التخصيص. وذكر في الفائق أن " حم لا ينصرون " كان شعار القوم يوم الأحزاب وفى ذلك إشارة إلى أن السور المصدر بها لفخامه شأنها حقيقة باستنزال نصرة المؤمنين وفل شوكة الكفار. قال وحم إما منصوب بفعل مضمر: أي قولوا حم ولا ينصرون استئناف كأنه قيل ماذا يكون إذا قلنا هذه الكلمة) فقال لا ينصرون. وإما قسم على حذف المضاف: أي ورب حم أو منزل حم. ولا ينصرون جواب القسم ولم يتعرض في الكشاف لتقدير المضاف إلا لا احتياج إليه لأن القسم بالفواتح أنفسها. وزعم بعضهم أن حم من أسماء تعالى: أن اللهم لا ينصرون، وتمسك بما ورد في المروى عن علي عليه السلام: يا كهيعيعص يا حم
(٩٢)