الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ١٥٥
قبيل الأداء، ورواية المصريين عن روش؟؟ وغيرهم يروون عنه التسهيل بين بين كالقياس فلا يكون الطعن فيها طعنا فيما هو في السبع المتواترة على أن المصنف لا يبالي بذلك أيضا (قوله جملة مؤكدة للجملة قبلها) جعل لا يؤمنون تأكيدا وبيانا للاستواء في عدم الإجداء أولى من أن يجعل خبرا وما قبله اعتراضا، لأن ما تقدمه أقوى وأظهر منه في إفادة ما سيق له الكلام، فبالحري أن تكون عمدة فيه لا معترضة مستغنى عنها، فإن جعل لا يؤمنون خبرا كان له محل من الإعراب، وكذا إن جعل بيانا للجملة قبله إن أجرى مجرى التوابع، هذا إذا كان ما قبله جملة وإن قدر أنه اسم فاعل مع فاعله تعين أن يكون لا يؤمنون تقريرا وبيانا لمضمونه لأن الاعتراض عنده لا يكون إلا جملة لا محل لها (قوله أخوان) أي متشاركان في العين واللام ومتناسبان في المعنى كما بينه بقوله لأن الاستيثاق الخ، وقد أشار في السؤال إلى اندراج الأسماع في حكم الختم الختم كما سيصرح به ويؤيده، وفى قوله لاختم ولا تغشية ثم على الحقيقة رد على من زعم ذلك من أصحاب الظاهر، وأراد بباب المجاز ما يكون علاقته المشابهة لا ما يتناول المرسل، وذلك لينحصر في هذين النوعين كما يقتضيه ظاهر عبارته وبالاستعارة المجاز المبنى على المبالغة في تشبيه مفرد بمفرد، وبالتمثيل ما ينبئ من المجاز على تشبيه هيئة متزعة من أمور عدة تهيئة مثلها وتسمى مجازا مركبا، وأجزاء هذا المركب وإن كان لها مدخل في انتزاع وجه الشبه إلا أنه ليس في شئ منها على انفراده تجوز باعتبار هذا المجاز المتعلق بمجموعها، بل هي باقية على حالها من كونها حقيقة أو مجازا كما حقق في موضعه، فظهر أن المجاز المبنى على التشبيه ينقسم عند المصنف إلى هذين القسمين القسمين كما ذكر في الإيضاح، ويوافقه كلام الشيخ عبد القاهر وكثير من القدماء، وقد تقرر في هذا الكتاب الفرق بينهما حيث قال في قوله تعالى - واعتصموا بحبل الله جميعا - يجوز أن يكون تمثيلا وأن يكون استعارة، وجعل السكاكي التمثيل بالمعنى المذكور نوعا من الاستعارة التي أراد بها المجاز الذي مبناه على المشابهة، وميزه عن النوع الآخر بأن سماه استعارة تمثيلية، ولا مناقشة في الاصطلاحات لكن يجب التنبيه عليها كيلا يغلط في المعاني باختلافها (قوله أما الاستعارة فأن تجعل) حاصل ما ذكره في الاستعارة
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»