التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١١١
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله * (قل) * يا محمد * (لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) * يعني الغائب عن الخلق لا يعلم به إلا الله تعالى أو من أعلمه الله، ثم اخبر انهم لا يشعرون متى يبعثون ويحشرون يوم القيامة.
قوله تعالى:
* (بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون (66) وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون (67) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين (68) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين (69) ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) * (70) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن كثير، وأهل البصرة بل " أدراك " بقطع الهمزة، يقال: تدارك زيد أمره وادارك بمعنى واحد، ومثله " إنا لمدركون " (1) وقد شدد الأعرج وروى السموني - بكسر اللام - ووصل الهمزة وتشديد الدال من غير ألف.
الباقون " بل ادارك " بمعنى تتابع علمهم وتلاحق حتى كمل. والمعنى بل ادارك في الآخرة أي حين لم ينفعهم اليقين مع شكهم في الدنيا - على ما ذكره ابن عباس - وقيل: انه قرأ " بلى ادارك " وادارك العلم لحاق الحال التي يظهر فيها

(1) سورة 26 الشعراء آية 62
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست