التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١١٥
ردفكم واللام زائدة. وقيل " بعض الذي تستعجلون " يوم بدر. وقيل:
عذاب القبر.
ثم قال " وإن ربك لذو فضل على الناس " والفضل الزيادة على ما للعبد بما يوجبه الشكر، فالعدل حق العبد. والفضل فيه واقع من الله لا محالة إلا أنه على ما يصح وتقتضيه الحكمة.
ثم اخبر ان " أكثر الناس لا يشكرون " الله على نعمه بل يكفرونه.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " وإن ربك " يا محمد " ليعلم ما تكن صدورهم " أي ما تخفيه صدورهم، يقال: كننت الشئ في نفسي، وأكننته إذا سترته في نفسك، فهو مكن ومكنون لغتان. قال الرماني: الأكنان جعل الشئ بحيث لا يلحقه أذى لمانع يصد عنه " وما يعلنون " أي يعلم ما يظهرونه أيضا.
ثم قال " وما من غائبة في السماء والأرض " أي ليس شئ يغيب علمه عن أهل السماء والأرض " إلا " ويبينها الله " في كتاب مبين " وهو الكتاب المحفوظ. وقال الحسن: الغائبة القيامة. وقال النقاش: ما غاب عنهم من عذاب السماء والأرض. وقيل: هو ما أخفاه الانسان عن قلبه وعينه. وقال البلخي: معنى " في كتاب مبين " أي هو محفوظ لا ينساه كما يقول القائل: أفعالك عندي مكنونة أي محفوظة.
قوله تعالى:
* (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون (76) وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين (77) إن
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست