التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١١٠
تبكيتا لهم على الاشراك به. ثم قال " بل أكثرهم لا يعلمون " حقيقة ما ذكرناه لعدو لهم عن النظر في الدلالة المؤدية إليه. وقيل " بل أكثرهم لا يعلمون " ما لهم وعليهم في العبادة إن اخلصوها، أو أشركوا فيها.
ثم قال " أم من يجيب المضطر إذا دعاه " فإجابة دعاء المضطر هو فعل ما دعا به، لأجل طلبه، وذلك لا يكون إلا من قادر عليه مختار له، لأنه يقع على ما دعا به الداعي " ويكشف السوء " يعني الآلام يصرفها عنكم " ويجعلكم خلفاء الأرض " أي يجعل أهل كل عصر يخلفون العصر الأول " أإله مع الله " يقدر على ذلك ثم قال " قليلا ما تذكرون " أي تفكرون قليلا بما قلناه ونبهنا عليه. ثم قال " أم من يهديكم في ظلمات البر والبحر " بما نصب لكم من الدلالات التي تستدلون بها، من الكواكب وغيرها * (ومن) * الذي * (يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) * يعني بين يدي المطر والغيث.
ومن قرأ بالنون أراد ملقحات. وقيل: معناه منتشرة. ومن قرأ بالباء أراد مبشرات بالمطر.
ثم نزه نفسه عن الاشراك به واتخاذ إله معه فقال * (تعالى عما يشركون) * ثم قال * (أم من يبدؤ الخلق ثم يعيده) * يبدؤهم بأن يخترعهم ابتداء، ثم يعيدهم بعد أن يميتهم، ويعيدهم إلى ما كانوا عليه * (ومن يرزقكم من السماء والأرض) * من السماء بالغيث والمطر. ومن الأرض بالنبات وأنواع الثمار * (أإله مع الله) * يقدر على ذلك * (قل) * لهم يا محمد * (هاتوا برهانكم) * وحجتكم * (ان كنتم صادقين) * في قولكم محقين في الاشراك معه، فإذا لم تقدروا على إقامة البرهان على ذلك، فاعلموا انه لا إله معه، ولا يستحق العبادة سواه، لان كان ما يكون حقا من أمر الدين لابد أن يكون عليه دلالة وبرهان.
(١١٠)
مفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست