التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
قريتكم إنهم أناس يتطهرون (56) فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين (57) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (58) قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون (59) أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون) * (60) خمس آيات بلا خلاف.
نصب (جواب قومه) بأنه خبر (كان) واسمعها (أن قالوا) ولا يجوز وقع جواب - ههنا - لان ما بعد الايجاب وما قبلها نفي، والنفي أحق بالخبر من الايجاب، ومثله " ما كان حجتهم إلا قالوا " (1).
اخبر الله تعالى عن قوم لوط حين قال لهم لوط ما تقدم ذكره، منكرا عليهم انه لم يكن لهم جواب عن ذلك، بل عدلوا إلى أن قالوا، بعضهم لبعض خرجوا لوطا ومن تبعه " من قريتكم " فإنهم " أناس يتطهرون " أي يتطهرون عن عملكم في إتيان الذكران من العالمين إذ تأمرونهم، ويتنزهون عن ذلك، فلا تجاوروهم وهذه صفتهم - وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة - فأخبر الله تعالى أنه أهلك هؤلاء القوم بأجمعهم وأنجى لوطا وأهله الذين آمنوا به من

(1) سورة 45 الجاثية آية 24
(١٠٦)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست