التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٠٠
فقالوا ذلك لينفروا عنها، فلما امتحن ذلك وجده على خلاف ما قيل فيه.
وقيل: انه كان قيل: ان على ساقيها شعرا، فلما كشفته بان الشعر فساءه ذلك واستشار الجن في ذلك، فعملوا له النورة والزرنيخ. وقيل: انه أول من اتخذ له ذلك. وقيل: إنما فعل ذلك ليريها عظيم آيات الله لتسلم وتهتدي إلى دين الله.
ثم قال لها " انه صرح ممرد من قوارير " فالممرد المملس، ومنه الأمرد.
وشجرة مرداء ملساء لا ورق عليها، والمارد الخارج عن الحق المملس منه.
فقالت عند ذلك يا رب " اني ظلمت نفسي " بما ارتكب من المعاصي بعبادة غيرك " وأسلمت " الآن " مع سليمان لله رب العالمين " الذي خلق الخلق.
وقيل: انها لما أسلمت تزوجها سليمان (ع).
ثم اخبر تعالى انه ارسل " إلى ثمود أخاهم صالحا " يعني في النسب، لأنه كان منهم " ان اعبدوا الله " موضع (ان) نصب، وتقديره أرسلناه بأن اعبدوا الله، وحده لا شريك له " فإذا هم فريقان يختصمون " يعني منهم مؤمن بصالح ومنهم كافر به، في قول مجاهد قوله تعالى:
* (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون (46) قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون (47) وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون (48)
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست