التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٧٠
حسنة وسيئة، فمن أحسن جوزي بالحسنات ومن أساء جوزي به، فعلى هذا يكون المعنى مثل قراءة من قرأ بالباء. وقال ابن زيد: معنى " تتلو " تعاين. وقال الفراء: معناه تقرأ، وقال غيره تتبع. وقال ابن عباس معنى (تتلو) تخبر قال الشاعر:
قد جعلت دلوي تستتليني * ولا أحب تبع القرين اي تتبعني من ثقلها، ومعنى " هنالك " في ذلك المكان، وهو ظرف ف‍ (هنا) للقريب و (هنالك) للبعيد و (هناك) لما بينهما قال زهير:
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا * وإن يسألوا يعطوا وإن ييسيروا يغلوا (1) والاسلاف تقديم امر لما بعده، فمن أسلف الطاعة لله جزي بالثواب. ومن أسلف المعصية جزي بالعقاب. وقوله " وردوا إلى الله " فالرد هو الذهاب إلى الشئ بعد الذهاب عنه، فهؤلاء ذهبوا عن أمر الله فأعيدوا إليه. والرد والرجع نظائر، ويجوز أن يكون الرد بمعنى النشأة الثانية، وهو الأليق ههنا. وقوله " مولاهم الحق " فالمولى المالك للعبيد، ومعناه مالكهم لأنه يملك أمرهم، وهو أملك بهم من أنفسهم. وقوله " وضل عنهم ما كانوا يفترون " يعني ما كانوا يدعونهم - بافترائهم من الشركاء - مع الله يضلون عنهم يوم القيامة ويبطلون.
قوله تعالى:
قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون (31) آية أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء الكفار وغيرهم من خلقه " من يرزقكم " من السماء " بانزال المطر والغيث، ومن الأرض باخراج النبات وأنواع الثمار.

(1) ديوانه 112 واللسان (خبل) وفيه اختلاف في الرواية.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست