التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٧٤
مثلها، لأنه قد يكون في المعلوم أنه من بلغ ذلك الحد لم يفلح، قال: وأصل المعنى حقت كلمة ربك ان الفساق والكفار ما داموا كفارا فساقا فلا يكونون مؤمنين.
وقال الجبائي: معناه وجدانكم إياهم على الكفر والاصرار عليه دليل على أن ما أخبر الله تعالى عنهم بأنهم لا يؤمنون حق وصدق.
قوله تعالى:
قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون (34) آية.
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقول لهؤلاء الكفار الذين اتخذوا مع الله آلهة يعبدونها " هل من شركائكم من يبدؤ الخلق " بأن ينشئهم ويخترعهم. ثم إذا أماتهم يعيدهم ويحييهم، لينبئهم بذلك على أنه لا يقدر على ذلك الا الله القادر لنفسه الذي لا يعجزه شئ. وقيل في معنى (شركائكم) قولان: أحدهما - انهم الذين جعلوهم شركاء في العبادة. الثاني - الذين جعلوهم شركاء في أموالهم من أوثانهم، كما قال " فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا " (1) والإعادة ايجاد الشئ ثانيا، وقال لنبيه قل لهم: الله تعالى القادر لنفسه هو الذي يبدؤ الخلق فينشئهم ثم يميتهم ثم يعيدهم لا يعجزه شئ عن ذلك. وقوله " فانى تؤفكون " معناه انى تصرفون عن الحق وتقلبون عنه، ومنه الافك، والكذب، لأنه قلب المعنى عن جهته.
قوله تعالى:
قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا

(1) سورة 6 الانعام آية 136
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»
الفهرست